توبكُتّاب وآراء

الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : العابثون في شوارع باريس

المبتهجون بفوز فريق «باريس سان جيرمان» لا يشعلون النار في باريس، ولا يدمرون واجهات المحلات التجارية، ولا يسرقون البضائع، ولا يكسرون السيارات، ولا يتعاركون مع قوات حفظ الأمن.

الفرحون بمدينتهم لا يعيثون فساداً في مدينتهم، ولا يرهبون سكان مدينتهم، وما حصل في باريس تصرف عدائي، وليس تعبيراً عاطفياً لشباب يحتفى بفوز على المستوى الأوروبي، وهو الأول من نوعه، وبنتيجة قاسية في المباراة النهائية.

ذلك ما راودني وأنا أطلع على ما تشهده العاصمة الفرنسية من أبنائها السعداء بالفوز وبالكأس، وكم أسفت عندما لمحت علم فلسطين يرفرف خلف ظهر أحد هؤلاء السعداء بين النيران المشتعلة في الشوارع، ومعه العلم المغربي، الذي حمل تكريماً لابن المغرب «حكيمي»، الذي افتتح طريق فريقه نحو الفوز، ولن أقول إنني صدمت، بل أقولها لكم وبقناعة تامة، إن هناك من أراد أن يشوه ذلك الاحتفال بقصد «مُبيّت»، ونية حاقدة وكارهة، حركتها خلايا أكثر من جهة تريد أن تسيء إلى فرنسا الدولة، وباريس المتعاطفة، ومن أيدوا التوجه العام الفرنسي، الذي أغضب نتانياهو ومن معه من المتطرفين، ومن «إخوان الشياطين» الذين تديرهم المجموعات السرية الموجهة من قاعدتهم جنوب البحر المتوسط، هؤلاء بتاريخهم الأسود لا يترددون في استغلال الفرص متى لاحت لهم، ولم يكن صعباً عليهم أن يندسوا وسط الفوضى، وأن يشعلوا النيران، ويقذفوا رجال الأمن بكل ما تطاله أيديهم، وأن يسرقوا، لتشويه صورة رسمتها فرنسا من بين دول أوروبا تجاه فلسطين والصحراء المغربية.

ما حدث في باريس ليلة الاحتفال بفوز فريقها لا علاقة له بالفرح والابتهاج، ولكنه نتاج حقد أسود مدفون في قلوب وعقول من يديرون الإرهاب في العالم، أولئك الذين تكشفت مخططاتهم في فرنسا، وغيرها من دول أوروبا، وما أعلنت حكومة فرنسا بأنها جاهزة لمواجهتهم، ومن سيقول إنني أتحدث عن نظرية المؤامرة فسأقول له «نعم، ولكنها المؤامرة بعينها وليست نظريتها».

 اقرأ أيضا

الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» :العالم يتبرأ منهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى