كُتّاب وآراء

د. جمال عبد العزيز يكتب لـ «30 يوم» : الحج الركن الخامس فى الإسلام «الحلقة الثانية»

نستكمل الحديث عن الحج الركن الخامس فى أركان الإسلام فى الآتى :

– الحج يهدم ما كان قبله من المعاصي *

ففي حديث عَمْرَو بْن الْعَاصِ رضي الله عنهما في قصة إسلامه: فَلَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النَّبِيِّ ﷺ فَقُلْتُ: ابْسُطُ يَمِينَكَ فلأُبَايِعْكَ. فَبَسَطَ يَمِينَهُ، قَالَ: فَقَبَضْتُ يَدِي، قَالَ:«مَا لَكَ يَا عَمْرُو؟ قَالَ: قُلْتُ: أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ قَالَ: «تَشْتَرِطُ بِمَاذا»؟ قُلْتُ: أَنْ يُغْفَرَ لِي. قَالَ: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ، وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلِهَا، وَأَنْ الْحَجِّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَه»؟ الحديث. رواه مسلم . يهدم ما كان قبله أى : يُسقطه، ويمحُو أثره، فيه عظيم موقع الإسلام والهجرة والحج، وأن كل واحد منهما يهدم ما كان قبله من المعاصي .

– المُتابعة بين الحج والعمرة تُنفي الفقر والذنوب *

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ: «تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ ؛ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ، وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ، وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابُ إِلَّا الْجَنَّةُ»*. رواه الترمذي ، والنسائي ، وأحمد .

مواقــيت الحج :

وقت الحج الزماني:

قال الله تعالى: { الْحَج أَشْهُرُ مَعْلُومَاتُ } [البقرة:197].

وأشهر الحج شوال و ذو القعدة، وشهر ذي الحجة .

مواقيت الحج المكانية :

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: وَقْتَ رَسُولُ ﷺ لِأَهْل الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ الْمَنَازِلِ، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ، قَالَ: «فَهُنَّ لَهُنَّ وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةَ، فَمَنْ كَانَ دونَهُنَّ فَمِنْ أَهْلِهِ، وَكَذَا فَكَذَلِكَ حَتَّى أَهْلَ مَكَّةَ يُهِلُونَ مِنْهَا » . رواه البخاري ، ومسلم .

وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما :قال: لَمَّا فُتِحَ هَذَانِ الْمِصْرَانِ أَتَوْا عُمَرَ رضي الله عنه، فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ حَدَّ لِأَهْلِ نَجْد قَرْنًا وَهُوَ جَوْد عَنْ طَرِيقِنَا، وَإِنَّا إِنْ أَرَدْنَا قَرْنَا شَقَّ عَلَيْنَا؟

قَالَ: فَانْظُرُوا حَذْوَهَا مِنْ طَرِيقِكُمْ. فَحَدَّ لَهُمْ ذَاتَ عِرْقٍ. رواه البخاري . وقد نَظَمَ بعضُهم هذه المواقيت الخمسة بقوله:

عرقَ الْعِرَاقِ يَلَمْلَمُ الْيَمَنِ وبِذِي الْحُلَيْفَةِ يُحْرِمُ الْمَدَنِيَ وَالشَّامُ جُحْفَةُ إِنْ مَرَرْت بِهَا وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنُ فَاسْتَبِنِ

شرح المواقيت المكانية :

[1] استدل به أهل العلم على تحريم الإحرام قبل هذه المواقيت، وممن ذهب إلى ذلك إسحاق وغيرهما، وهو ظاهر جواب ابن عمر .

[ 2 ] كالشامي إذا أراد الحج فدخل المدينة فميقاته ذو الحليفة؛ لإجتيازه عليها فلا يُؤخّر حتى يأتي الجحفة التي هي ميقاته الأصلي، وإلى ذلك ذهب جمهور أهل العلم . «شرح مسلم».

[ 3 ] وهذا صريح في أن من كان سكنه دون تلك المواقيت فميقاته منزله، ( أي بعد المواقيت فيُحرم من مسكنه نعم صحيح )

وهو مُتفق عليه إلا ما روي عن مجاهد أنه ميقاتهم نفس مكة .

[5] والمراد بالمِصْرين الكوفة والبصرة.

[6] وظاهره أنه حدّ لهم ذات عرق بإجتهادٍ منه واستدل بالحديث على أن من لم يكن طريقه أحد المواقيت المذكورة كمن يسلك طريقاً بين ميقاتين، فإنه يجتهد حتى يكون إحرامه بحذو الميقات الأقرب. وانظر «المغني» (5/63)، «الشرح الممتع» (7/66).

و أيضًا وردت أحاديث أن رسول الله صل الله عليه و سلم حد لأهل العراق ميقات ذات عرق .

– ميقات يلملم يُسمّى حاليًا السعدية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى