د. جمال عبد العزيز يكتب لـ «30 يوم» : الحج الركن الخامس فى الإسلام «الحلقة الأولى»

بداية كل عام وجميع المسلمين بخير وسعادة وأمن وأمان فى هذه الأيام المباركات خير الأيام والليال والتى أقسم الله بها , قال تعالى : ( والفجر وليال عشر) .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من أيام أعظم عند الله ولاأحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد. رواه أحمد.
*كيف نستعد للاستفادة من العشر الاوائل من ذى الحجة , اللهم بلغنا الليال العشر *
سئل أحد الصالحين : بماذا تنصحني لإستقبال *مواسم الطاعات؟ *فقال : خير مايُستقبل به “كثرة الإستغفار” لأن ذنوب العبد تحرمه التوفيق وما ألزم عبد قلبه الإستغفار ..إلا زكى! وإن كان ضعيفا قوي وإن كان مريضا شفي* وإن كان مبتلى عوفي* وإن كان محتارًا هدي وإن كان مضطربًا سكن* وإن الإستغفار .هو الأمان الباقي لنا مع تطبيق سنة رسول الله ﷺ*ومن اتصف بهذه الصفة – أي صفة الإستغفار.يسّر الله عليه رزقه، وسهَّل عليه أمرَه ، وحفظ عليه شأنه وقوته..” أستغفر الله الذي لا إله إلا هو *الحي القيوم وأتوب إليه ” ثم الصيام للقادر عليه , والذكر المستمر والصدقات وكل الأعمال الصالحة التى يحبها الله ورسوله , وأن نكون أخوة متحابين فى الله متحدين على أعداء الإسلام , وأن أحب الأعمال الصالحة إلى الله فى الليال العشر من ذى الحجة .
* الحلقة الأولى : فى ركن الحج *
معنى الحج :
يُشير معنى الحجّ في اللغة إلى : قَصد الشيء المُعظَّم، و أمّا في الإصطلاح الشرعيّ، فهو: قَصْد بيت الله الحرام؛ لأداء مناسك مخصوصةٍ .
فُرض الحج في العام التاسع من الهجرة، على الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وعلى الأمة الإسلامية من بعده، فأصبح بذلك الحج واجباً على كلّ مسلمٍ مُقتدرٍ مرّةً واحدةً في العمر فمن زاد بعد المرة الأولى فهي نافلة، وتطوّع ينال به الأجر العظيم وهو الركن الاخير من أركان الاسلام الخمسة.
قال تعالى : ( ولله على الناس حج البيت لمن إستطاع إليه سبيلا ) آل عمران آيه 97.
ويجوز الحج عن الأب أو الأم أو غيرهما لكبرالسن والمرض وعدم القدرة المالية, لقول النبى ﷺ ” حج عن أبيك أعتمر ” رواه أصحاب السنن وصححه الترمذى, رداً على من من سأله, إن أبى شيخ كبير لايستطيع الحج ولا العمرة ولا الظعن أى : الرحلة والانتقال من مكان لمكان آخر.
حكمة الحج والعمرة :
تطهير النفس من آثار الذنوب لتصبح أهلا لكرامة الله فى الدار الآخرة.
شروط الحج والعمرة :
الشرط الأول : هو الإسلام, الثانى العقل, فلا تكليف على من فقد عقله. الثالث. البلوغ, لاتجب على الصبى حتى يبلُغ. لقول رسول الله : رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون حتى يفيق, وعن النائم حتى يستيقظ, وعن الصبى حتى يحتلم.متفق عليه.والشرط الرابع . الإستطاعة . وهى القدرة المالية تكاليف جميع مراحل الحج ,وترك ما يكفى أولاده نفقة تكفيهم حتى عودته, وكذل القدرة الصحية على القيام بجميع مناسك الحج
– فضائل الحج *
وهى فضائل ومنح ربانية للمسلمين خاصة, وعروض مجانية لمغفرة الذنوب والتوبة إلى الله , قال تعالى : ( فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ ) البقرة 64, ورحمة الله واسعة, وأيضاً سبقت غضبه علينا, لأنه يعلم ضعفنا, وإرتكابنا الآثام والذنوب والمعاصى والسيئات ولذلك تكرم علينا بفضائل عديدة وكثيرة لا تستطيع حصرها, منها فضا ئل الحج مثل .

– الحج المبرور ليس له جزاءً إلا الجَنَّة.
مما ثبت في السنة من فضائل الحج : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةُ لِمَا بَيْنَهُمَا ، وَالْحَج الْمَبْرُور لَيْسَ لَهُ جَزَاءُ إِلَّا الْجَنَّةُ .
– الحج يُكفِّر الذنوب *
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: « مَنْ حَجَّ لِلَّهِ، فَلَمْ يَرْفُث، وَلَمْ يَفْسُقُ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمه ». رواه البخاري ، ومسلم . والرفث : الجماع عند الجمهور .ولم يفسق أي : لم يأت بمعصية ولا سيئة . كما ولدته أمه أي : بغير ذنب .
– الحج من أفضل الُقربات وأجلّ الطّاعات *
_ ففي «صحيح البخاري» ، و «صحيح مسلم» عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه *أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ : سُئِلَ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: «إِيمَانُ باللَّهِ وَرَسُولِهِ». قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «الْجِهَاد فِي سَبِيلِ اللَّهِ». قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «حَجَّ مَبْرُورُ »
الترهيب من عدم أداء الحج :
وكما رغب الشارع فى العبادات, أيضاً رهب من التقاعس عن أدائها , حيث حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من التقاعس من عدم أداء فريضة الحج, فقال ” من لم تحبسه حاجة ظاهرةأو مرض حابس أو منع من سلطان جائر ولم يحج, فليمت إن شاء يهودياً, أو نصرانياً.رواه أحمد والبيهقى وإن كان ضعيفا فإن له متابعات حسن بها كما قال الشوكانى . قال تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ) آل عمران 97 .