
كشفت الحسابات الفلكية لمركز الفلك الدولي، عن موعد استطلاع هلال شهر ذي الحجة ليلة الثلاثاء 27 مايو المقبل.
كما أعلنت دار الإفتاء المصرية، استطلاع هلال شهر ذي الحجة لعام 1446 هجريًا، مساء يوم الثلاثاء الموافق 27 مايو 2025، والموافق 29 من شهر ذي القعدة، وذلك عقب صلاة المغرب مباشرةً.
و إذا ثبتت الرؤية في ليلة الثلاثاء 27 مايو فإنه سيكون أول يوم صيام التسع الأوائل من ذي الحجة 2025 هو الأربعاء 28 / 5 / 2025 المقبل، وإذا لم تثبت الرؤية سيكون أول يوم من ذي الحجة هو الخميس 29 / 5 / 2025.
فضل صيام التسع الأوائل من ذي الحجة
* أقسم الله -عز وجل- بها في القرآن الكريم، والله -تعالى- لا يُقسم إلا بشيء عظيم؛ قال الله -تعالى-: «وَالْفَجْرِوَلَيَالٍ عَشْرٍ»، والمقصود بالليالي العَشر؛ العشر من ذي الحجة على الصحيح مما ورد عن المُفسرين والعلماء.
* تشمل الأيام العشر من ذي الحجة أفضل الأيام، مثل: يوم عرفة؛ وهو يوم الحَج الأكبر الذي تُغفَر فيه الذنوب والخطايا، وتُعتَق فيه الرِّقاب من النار، ومنها أيضًا يوم النحر؛ لقَول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ».
*تُؤدى فيها فريضة الحج التي تُعَد من أعظم الفرائض.
* شهِد لها رسول الله -صلّ الله عليه وسلم- بأنها أعظم أيام الدُّنيا؛ إذ قال:
ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ.
* تجتمع فيها أمهات العبادت فيها؛ كما أخرج الإمام البخاريّ عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: «ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ».
* تُعد الأيام العشر من ذي الحجة الأيام المعلومات الواردة في قَوْل الله -تعالى-: «وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ».
حكم صيام التسع من ذي الحجة
صيام العشر من ذي الحجة من الأعمال الصالحة المرغوبة في تلك الأيام المباركة حيث إن الأجر فيها يتضاعف، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟» قَالُوا: وَلاَ الجِهَادُ؟ قَالَ: «وَلاَ الجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ» رواه البخاري.
والحديث الشريف، يبين أن هذه الأعمال الصالحة غير مقيدة بعمل صالح معين، بل قد تشمل الصيام وقراءة القرآن والذكر والتسبيح وصلة الرحم وغيرها من صالح الأعمال؛ وقال الحافظ ابن حجر: والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتّى ذلك في غيره”. فتح الباري 3 /390.
ويستدل من حديث ابن عباس السابق أيضا ورود لفظة الأيام، واليوم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ومعلوم أن أفضل عمل النهار الصوم، كما أن أفضل عمل الليل القيام، ولذلك سن قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان، فيكون صيام العشر الأوائل من ذي الحجة مندوباً قياساً على ذلك.
وقد ورد عن النبي صلّ الله عليه وسلم أنه كان يصوم هذه العشر ويحافظ على صيامهن، فعن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها قالت: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ” رواه أحمد والنسائي وابن حبان وصححه.