الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : فلسطين ليست إخوان حماس

تغير كل شيء بعد التصرف الأحمق لقادة الحركة الإخوانية في غزة، من كانوا يسمون أنفسهم بالمكتب السياسي لحماس، الذين هربوا إلى الخارج، قبل تنفيذ هجوم السابع من أكتوبر، ما عادوا يحكمون غزة، وغزة لم تعد هي غزة، لا بناسها، ولا بتركيبتها السكانية، ولا بخريطتها الديموغرافية، ولا بحقوقها الإنسانية.
وإسرائيل حققت ما كانت تنتظره منذ عقود في بضعة أشهر، وكشفت كل ما كانت تخفيه، لم تعد خائفة من ردة فعل أو محاسبة دولية، أصبحت تصول وتجول، وتعيث فساداً في المكان الذي تختاره.
وفي الوقت الذي تحدده، قضت على الذين قاوموا احتلالها منذ 1967، وحتى هربت في 2005 بقرار أحادي من القطاع، لم تترك قائداً أو مقاتلاً، وصفّت الذين سعوا إلى بطولات لمصلحة غيرهم في لبنان، وهي التي هربت من لبنان ذات ليلة في بداية الألفية الثالثة، وعادت من جديد لتفرض شروطها، وتطلب تنازلات لصالحها، وامتدت أذرعها إلى أماكن أخرى، تفاخر بها «كاتس»، وزير الدفاع في حكومة نتنياهو.
الهاربون لم يكتفوا بما دُمر بسببهم، ومن قتل وشرد وجاع، وما زالوا يتاجرون بأسرى تلك الليلة الظلماء، يرفضون الحلول، ولا ينظرون إلى أحوال من يتحدثون باسمهم، والسلطة ما زالت تغفو، ثم تستيقظ لتطالب بحقها في تمثيل شعب، هي التي تخلت عنه عندما تركته أسيراً في يد حماس، ومستباحاً من قبل الإسرائيليين، والكل يتعامل مع تلك السلطة وتصريحاتها، وكأنها «تؤذن في مالطا»!
جماعة «مشعل» الاستعراضية، لم تعد تمثل قطاع غزة، ولم تعد مؤهلة للتحدث باسم سكان القطاع، لو اختاروا امرأة تحمل طفلاً لا يكف عن البكاء جوعاً وخوفاً، للتفاوض والتحدث نيابة عن أهلها المعذبين في غزة، لكانت أبرك، ليس أبرك من مشعل و«الشلة» التي معه فقط، بل أبرك من ذلك الملثم، الذي استعرض قوته عند تسليم المختطفين في صفقات الهدنات القصيرة، التي ضحكوا بها علينا.
نعم، امرأة صامدة وصابرة، هي فلسطين، وهي غزة، وهي المليونان الذين يريد «المتوحشون» في إسرائيل طردهم من أرضهم، هي المعاناة، وهي رمز حرب الإبادة والتجويع والترحيل القسري، لأنها هي الحقيقة التي نراها، وغيرها، من «أبوات» ومتلاعبين بمصير شعب أعزل، فكلهم نتاج فكر بُني على الكذب.
اقرأ أيضا
الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : عندما يكون القتل هواية