د. جمال عبد العزيز يكتب لـ «30 يوم» : الوضع العربى الراهن بين حرب الشيطان ولص الأموال

مازال الحديث عن التحديات والحروب والمخططات التي تواجه الوطن العربى، فى محاولة لتفكيكه وتقسيمه فى العقود الثلاثة السابقة، حيث لم يبقَ فى الوطن العربى دولة صامدة ضد مخططات تقسيم الشرق الأوسط إلّا مصر، الدولة القوية بايمانها وجندها وشعبها وقياداتها.
وأخطر ما تواجهه مصر الآن هو، تهديد الأمن القومي لها من كافة الإتجاهات.
فمن الشرق إسرائيل وحربها فى غزة من بعد طوفان الأقصى فى ٧ اكتوبر 2023م لتنفيذ مخطط تهجير أهل غزة إلى مصر، ورفضت قيادة مصر التهجير وقالت الأمن القومى المصرى خط أحمر، ومن الجنوب حرب الجيش السوداني مع حمدتو قائد قوات الانتشار السريع، وتسببت الحرب فى هجرة ما يقرب من خمسة ملايين من أهل السودان إلى الدول المجاورة لها وإلى مصر البلد الشقيق الأقرب حبا لأهل السودان، وأيضاً من الغرب ليبيا، وعدم استقرارها والحرب الأهلية الحالية بها، بين السكون تارة والا شتعال تارة أخرى، حسب ما يريد الشيطان، وتظل ليبيا 14عاما من دون رئيس دولة، وغير مستقرة منذ عام 2011م الخريف العربى، وليس الربيع العربي .
ويوم أعلنت إسرائيل بتهجير أهل غزة إلى ليبيا ، فى نفس اليوم قامت الحرب فى طرابلس بليبيا، وهذا دليل على جودة شغل الشيطان الصهيونى ولص الأموال من بث الفتن بين أهل الشعب الواحد وتفرقتهم ومن مبادئه ” فرق تسد ” .
علاوة على تدمير جيش سوريا وأسلحتها، والتى كانت تعتبر خط دفاع اول للأمن القومى المصرى وتم السيطرة عليها بالكامل لعدم وجود جيش ولا سلاح ومازالت سوريا فى خطر لوجود الفصائل والمليشيات داخلها ، علاوة على وجود تنوع عقائدي متناحر بين السنة والشيعة والدورز والأكراد والمسيحيين، وعدم وجود جهود للوحدة بينهم كشعب واحد. وأصبحت سوريا مطمع لأكثر من دولة وأخطرهم إسرائيل.
وكذلك لبنان دولة مهددة دائما من إسرائيل بسبب وجود حزب الله في الجنوب اللبنانى وأيضا عدم التوحد بين الفصائل والفرق وكذلك التنوع العقائدى سنة وشيعة ومسيحيين ومليشيات، فهى أيضاً مفككة وليست لديها قدرة على الحرب ولديها أزمات سياسية واقتصادية رغم اختيار جوزيف عون رئيسا للدولة مؤخرا. ولكن مشكلتها الكبرى عدم التوافق بين طوائف الشعب والفصائل .
وآخر جبهات الدفاع عن الأمن القومى العربى والمصرى هى العراق .. فالعراق كانت من أقوى الجيوش العربية وخطط لها الشيطان لإنهاكها وإضعافها عسكريا، وقد أنهكت العراق فى حربها مع إيران لمدة 8 سنوات فى الثمانينيات من القرن العشرين ،وهذا كان مقصود لاضعافها عسكرياً لأنها قوة عسكرية كبرى فى الشرق الأوسط تعيق مخططات الشيطان الاكبر،
ثم جاءت الفرصة للشيطان الأكبر بعد ضرب برجى أمريكا فى 2001م وظهرت كلمة الإرهاب العربى الاسلامى والصقها للمسلمين خاصة.
وشنت أمريكا وقوات التحالف حربا على العراق فى عام 2003 وتم تدمير العراق ومات أكثر من مليون عراقى فى هذه الحرب .
وقد سبق أن قامت إسرائيل بضرب المفاعل النووى العراقى فى 7 يونيو 1981 وقامت أيضاً فى 14 يونيو 1981 فى فرنسا وعن طريق الموساد باغتيال دكتور يحيى المشد العالم المصرى فى الطاقة الذرية والنووية ومؤسس المفاعل النووى فى العراق .
ثم انتهت قوة العراق بعد عام 2011 الخريف العربى المصنوع لتقسيم الشرق الأوسط الجديد، وتناحرت الفصائل فى كافة مدن العراق عدة سنوات فى حروب عقائدية بين شيعة وسنة وإرهاب داعش.
والآن وبعد هذه السنوات المريرة بدأت العراق تستفيق ، ويارب تستمر .
ومن خلال العرض السابق يتبين لنا مدى المخاطر على الأمن القومى المصرى من كافة الجبهات برا وبحرا وجوا فمصر محاطة بألغام الجوار ووجود القواعد العسكرية الأمريكية فى العديد من الدول والتى تساند إسرائيل .
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وشرطتها وقياداتها واحفظ يارب علينا ديننا