أصحاب المخابز في غزة :إسرائيل تعرقل توزيع المساعدات

هاجمت جمعية أصحاب المخابز في قطاع غزة الآلية التي اعتمدها برنامج الغذاء العالمي لتوزيع الخبز ووصفتها بأنها مجحفة
وقالت بـ أنها آلية لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات الفلسطينيين.
و برر البرنامج التابع للأمم المتحدة قراره بأنه لم يحصل حتى الآن على تصريح من السلطات الإسرائيلية لتوزيع المواد الغذائية والطحين (الدقيق) مباشرة على العائلات في غزة.
وقال رئيس الجمعية عبد الناصر العجرمي -للأناضول- إن الآلية الجديدة التي اعتمدها البرنامج تقضي بتشغيل المخابز وفق كميات محدودة من الدقيق والسكر والزيت والخميرة والوقود، لإنتاج الخبز وتسليم الكميات الجاهزة له، والذي يتولى بدوره توزيعه على المستفيدين.
وشدّد العجرمي على أن خطة البرنامج لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المواطنين والنازحين في ظل حالة المجاعة والحصار المشدد والإغلاق المستمر منذ مارس الماضي.
وأوضح أن الجمعية قدمت مقترحا بديلا يقوم على توزيع كيس من الطحين (الدقيق) بشكل مباشر لكل أسرة في مرحلة أولى، بما يضمن الحد الأدنى من الأمن الغذائي ويمتص حالة الغضب الشعبي، ومن ثم تشغيل المخابز في مرحلة ثانية.
وأضاف أن البرنامج رفض المقترح وفضّل الاستمرار بآلية تشغيل المخابز وتوزيع الخبز عبر المندوبين.
وأبدى رئيس جمعية أصحاب المخابز في غزة تخوف أصحاب المخابز من العمل في ظل تدهور الوضع الأمني وحالة الفوضى التي يخلقها الاحتلال الإسرائيلي بتشديد الحصار ومنع دخول المساعدات الغذائية بكميات كافية.
وحذر من تكرار حوادث السطو المسلح على شاحنات نقل المواد الخام.
استهداف عناصر التأمين من جانب الإسرائيليين
والخميس، اتهم المكتب الإعلامي في غزة جيش الاحتلال الإسرائيلي بتمكين عمليات نهب المساعدات الإنسانية وشاحنات الأدوية، عبر استهداف منسقي الإغاثة ومسارات التوزيع، لافتا إلى أن غارات نفذت وسط القطاع في اليوم ذاته، أسفرت عن استشهاد 6 من عناصر تأمين المساعدات.
وقال برنامج الأغذية العالمي إنه لم يحصل حتى الآن على تصريح من السلطات الإسرائيلية لتوزيع المواد الغذائية والطحين مباشرة على العائلات في غزة.
وأضاف البرنامج الأغذية العالمي -في بيان- أنه يعمل مع عدد محدود من المخابز والشركاء لإنتاج وتوزيع الخبز في غزة باعتباره الحل الوحيد الممكن حاليا، مشيرا إلى أنه يواجه تحديات عدة، من بينها القيودُ المفروضة على طرق التوزيع، وقلةُ عدد المخابز، والكمياتُ القليلة من المواد التي يسمح بإدخالها إلى غزة.
وأكد برنامج الأغذية العالمي أنه يدرك مدى قسوة الوضع على الأُسر في غزة، لا سيما تلك التي ترعى أطفالا أو كبار سن أو أشخاصا من ذوي الإعاقة أو المرضى.
والأربعاء، أدخل الاحتلال الإسرائيلي 87 شاحنة محملة بالمساعدات لصالح عدد من المؤسسات الدولية والأهلية للمرة الأولى منذ 81 يوما من الإغلاق الإسرائيلي المشدد للمعابر.
وفي وقت سابق أمس الجمعة، اعتبر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني ما يصل من مساعدات إلى قطاع غزة بأنه مجرد إبرة في كومة قش، مؤكدا أن قطاع غزة لا يزال يعاني من أزمة إنسانية وإغاثية كارثية.
وأوضح لازاريني أن أقل ما يحتاجه الفلسطينيون في القطاع 500-600 شاحنة يوميًا تُدار من خلال الأمم المتحدة، بما في ذلك الأونروا.
ومنذ مدة، تروج تل أبيب وواشنطن لتوزيع المساعدات بطريقة تستهدف إفراغ شمال القطاع من سكانه الفلسطينيين، عبر تحويل مدينة رفح جنوب إلى مركز رئيسي لتوزيع الإغاثة، وجلب طالبي المساعدات إليها.
ومنذ الثاني من مارس الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.