الشارع الإسرائيلي يشتعل بعد تعيين” زيني” مرشح سارة نتنياهو رئيسا لـ الشاباك

اندلعت شرارة الغضب بالمدن الإسرائيلية بعد قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعيين “ديفيد زيني” في منصب الرئيس القادم لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، حيث عمت موجة احتجاجات كبيرة في تل أبيب وعدة مناطق إسرائيلية.
وتجمع الآلاف في مظاهرة بتل أبيب تحت شعار «وضع حد لجنون نتنياهو»، حيث اندلعت مناوشات مع قوات الأمن الإسرائيلية، وجرى اعتقال عدد من المحتجين.
وتوافد آلاف إلى ساحة «رابين» وسط تل أبيب للمشاركة في مظاهرة احتجاجية واسعة حملت شعار (كل شيء متصل بكل شيء- أوقفوا الجنون- أعيدوا القيم)، تنديدا بالوضع السياسي والأمني، على خلفية تعيين رئيس جديد لجهاز الشاباك.
وطالب المحتجون بإعادة الأسرى في قطاع غزة ووقف الحرب في غزة، إضافة إلى دعوات لتجنيد «الحريديم» ومحاسبة الحكومة على ما وصفوه بـ«الانهيار الأخلاقي والسياسي».
شهدت المظاهرات في شوارع تل أبيب حرق إطارات وقطع طرقات، إضافة إلى اشتباكات متفرقة مع قوات الشرطة، التي عززت وجودها في محيط الساحة، بحسب ما أوردته صحيفة «معاريف» العبرية.
وقال أحد قادة الاحتجاجات وعضو السابق في جهاز الشاباك، إن الجنون السياسي والأمني الذي بدأ باغتيال إسحاق رابين لا يزال مستمرا»، مضيفا: «اليوم نحن في خضم الجنون نفسه، حكومة تتخلى عن الرهائن وتخوض حربا بلا أفق، وتدفع ثمنها الدولة بأكملها».
وأكد أن تعيينات أمنية مشبوهة، وقرارات متسرعة، وسكوت مؤسسات الدولة عن انتهاكات حكومية، كلها عوامل أدت إلى فقدان الثقة الشعبية، مضيفا: حان وقت الأخلاق والعدالة، لا يمكننا أن نظل صامتين بينما تقتل الرهائن ويختطف القرار الوطني.
وشن وزير الدفاع ورئيس الأركان السابق، موشيه بوجي يعالون، هجوما عنيفا على الحكومة، مؤكدا أن إسرائيل تعيش حالة من الانهيار السياسي غير المسبوق، بحسب صحيفة «يديعوت» العبرية.
وقال وزير الأركان الإسرائيلي السابق: «مر أكثر من 590 يوما على الأزمة، وسقط فيها أكثر من 1900 قتيل، ولا تزال عشرات الآلاف من العائلات مهددة ومهجرة، فيما تحتجز حماس عشرات المختطفين، ومع ذلك، تواصل الحكومة الفاسدة والراديكالية إدارة المعركة وفق أجندة سياسية ضيقة.
وأضاف: من قال إن لا أبرياء في غزة؟ من قال بترحيل سكانها واستبدالهم؟ نتنياهو نفسه صوت لهذا المشروع، هذه الحكومة لا تملك الشرعية ولا القدرة على قيادة البلاد.
مرشح سارة نتنياهو المفضل
وقالت “القناة 12” العبرية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي عيّن مرشح زوجته سارة، الجنرال ديفيد زيني، رئيسا لجهاز “الشاباك”، ما يزيد الجدل حول مهنية التعيين وقانونيته.
وبحسب القناة العبرية، يتجاهل القرار تعليمات المستشارة القانونية للحكومة، بناءً على اتهام المحكمة العليا نتنياهو بمخالفة القانون في إقالة رئيس الشاباك السابق رونين بار، بالإضافة لتضارب المصالح” حيث احتجت المستشارة القانونية واعتبرته مخالفا للقوانين.
وتحاول سارة نتنياهو منذ عام الترويج لمرشحها، فقد سبق أن قدمته لمنصب رئيس الأركان، وبعد ضياع الفرصة، بتعيين الجنرال إيال زامير، ضغطت ليكون رئيسا للشاباك.
وأثارت محاولتها لترقية زيني العديد من التساؤلات، لأنه لا يعد مرشحا طبيعيا لهذا المنصب، وفق القناة العبرية.
وذكرت “القناة 12” أن رئيس “الشاباك” الجديد “شقيق شموئيل زيني، الذراع اليمنى للملياردير الإسرائيلي الأمريكي سيمون فاليك، الذي تربطه علاقة قوية بأسرة نتنياهو، وبالذات مع سارة ويائير الابن”.
وفاليك، الذي ذُكر اسمه في ملفات الفساد التي تحاصر نتنياهو، يعيش في ميامي، ومنزله كان بمرتبة مكان إقامة لسارة نتنياهو خلال الحرب.
وطوال الأسابيع الأخيرة، فكّر نتنياهو في ترقية رئيس جديد للشاباك من داخل الجهاز، لكن الصراع الذي نشأ بينه و رونين بار، والإفادات التي قدماها إلى المحكمة العليا ضد بعضهما دفعته إلى اتخاذ قرار بترقية شخصية من خارج الشاباك.