
كتب : أحمد أبو زيد
عندما كشفوا أمرهم لبعضهم البعض ، وعرفوا أنهم فارقوا دين قومهم كراهية له، اجتمعوا وصاروا يداً واحدة، وطائفة واحدة، وصاروا سبعة – أو ما الله عز وجل أعلم به – صاروا جماعة وأمة لا يُذكرون بأسمائهم ولكن يذكرون كطائفة واحدة، لأنهم تعاونوا على ذلك (إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) “الكهف:14”.
قال ابن كثير: “صاروا يداً واحدة، وأعان كل منهم الآخر، وصاروا إخوان صدق، وتوافقوا على كلمة واحدة حتى يستطيعوا عبادة الله -عز وجل-“.
وهكذا ينبغي أيضاً أن يكون المؤمنون، فإذا علموا أن أحداً على طريقهم فلا بد أن يكونوا معاً لا يفترقون ولا يختلفون، بل أنت تفرح وسط الغربة بوجود من يكون معك على طريقك فكيف تفارقه؟ وكيف تبتعد عنه؟ إن الذين يرغبون في الاختلاف والفرقة، وأن يكون كل واحد منهم متميزاً بنفسه هم مرضى في الحقيقة، وهذا – والعياذ بالله- من أخطر الأمراض التي تنهش بجسد الأمة ، وتلبس في زماننا ثوب الصحة والعافية.
فالواجب أن تأتلف القلوب وتجتمع، وليس الاجتماع على طاعة الله – سبحانه وتعالى- حزبية ممقوتة، ولكنه من التعاون على البر والتقوى الذي أمر الله به.
أما الذين يلبسون رغبتهم الخبيثة في أن يكون كلاً منهم عالياً بنفسه متميزاً عن غيره فهو يعزز الحزبية، تاركًا إقامة دين الله – عز وجل-، والتعاون على البر والتقوى، حتى تموت الدعوة إلى الله، وتموت سائر الفروض الأخرى، لأن التمزق والتفرق يؤدي إلى التنازع والشحناء والبغضاء، وإلى أن تكون فروض المسلمين الكفائية غائبة وضائعة، وهذا هو سبب ما نراه من غثاء السيل كما وصف النبي -عليه الصلاة والسلام-، فآلاف الملايين من المسلمين عاجزون عن أن يصنعوا شيئاً لأعداء الله .
اقرأ أيضا
نسائم الجمعة .. دروس وعبر أصحاب الكهف .. اعتزال الناس في أوقات الفتن « 3»
نسائم الجمعة .. دروس وعبر من قصة أصحاب الكهف .. الثبات على الحق(2)
نسائم الجمعة .. دروس وعبر من قصة أصحاب الكهف .. التضحية سبيل الخلود(1)