اللبناني وليد عماد يكتب لـ «30 يوم» : في رثاء صديق

كثيراً سنرثيه وطويلاً سنفتقده…
أراني فقدك أن بعض الموت كبرياء تسجد عند عتباته كل كبرياء.
أمثالك يا فقيدنا الغالي يلاقون حتفهم بكبرياء لأنهم عرفوا كيف يحملون الواجب بعزة وكبرياء.
مات صديقي وسَيموتُ غَيرهُ الكثيرون، وسَنَموت نحنُ عن قريبٍ أو بعيد، وننزِل منازِل كما نزلت، ونقف بين يدي الملِك يوم الوعيد، وهذهِ سُنة الله تعالى في خلقه، أنه لا باقٍ سِواه والكل سيفنى.
أنت عندنا يوما، كنت تصنع الحياة،عطاءً كريماً تعطيه فحال في عتمات دروبنا مصابيح.
عندما نكتب عن إنسان كبير في حجم رفيقي لن أكون بحاجة إلى تعداد ميزاته فهو كبير ويكفي اسمه…هو الأسطورة التي لا تنسى.
من قال أنك مت فالجسد وحده هو الذي مات أما خدماتك فهي باقية بقاء الزمن لتبقى المٱثر كما كانت بحياتك شمس لا تغيب
أرقد بسلام لا بل نم هانئاً قرير العين أنت دخلت التاريخ بحق،فما قمت به من الأعمال لكافِ أن يمنحك الله الراحة الأبدية…فحبة الحنطة تموت لتأتي بثمر كثير.
أيها المسافر دون وداع ترجل لوداعك.
في صمتك اقرأ تاريخا طويلاً واحزن حتى ينتهي الحزن… فأنت حي بكل ما تركت لنا من قيم.
حين يهوي النسر من علاه تنحني القمم لوداعه وتفتح الأرض قلبها لاستقباله.
فالنسور لا تعشق إلا القمم وأنت نسر تشتاق الأرض لامثالك…
هويت ولم تغب.. وقضيت ولم تبارح…وبقيت ذكراك.
رحمك الله،عشت كبيرا بمسؤولياتك، ومت كبيراً بمٱثرك.