الجيش الإسرائيلي يعترف بفشل عملية خان يونس لاعتقال قائد فلسطيني

نفذت قوة إسرائيلية خاصة عملية أمنية في خان يونس في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين،فشلت في تحقيق أهدافها، كان الهدف منها تحرير أسرى من قبضة المقاومة الفلسطينية
وأدت العملية إلى اغتيال أحمد كامل سرحان، مسؤول العمل الخاص في ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، في خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وهي محاولة مثل محاولات إسرائيلية سابقة سعى من خلالها جيش الاحتلال إلى الوصول إلى بعض أسراه في غزة، وانتهت في معظم الحالات بالفشل.
قوة إسرائيلية بملابس حريمي
وتأتي العملية الإسرائيلية الجديدة في سياق خاص يتميز بتكثيف الغارات على مختلف أرجاء القطاع وانتشار المجاعة بين سكانه، كما تأتي يوما واحدا بعد إعلان الجيش الإسرائيلي أنه بدأ عمليات برية واسعة في مناطق بشمالي وجنوبي قطاع غزة ضمن حملة جديدة أطلق عليها اسم “عربات جدعون”، رغم دخول مفاوضات وقف إطلاق النار مرحلة وُصفت بالحاسمة.
ودخلت قوة إسرائيلية خاصة إلى المنطقة متنكرة بملابس نسائية وفي مركبة مدنية، واقتحموا منزلا وقاموا بإعدام فلسطيني واعتقال زوجته وأطفاله، ثم قتلوا طفلا آخر أثناء انسحابهم من المنزل.
وبعد تنفيذ العملية، شن الاحتلال أكثر من 40 غارة على مدى 40 دقيقة لتأمين انسحاب القوة الخاصة، تزامنا مع إطلاق نار مكثف من الطائرات المروحية والدبابات الإسرائيلية، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى.
واستهدفت الغارات الجوية خيام النازحين وسط المدينة، إضافة إلى معمل الأدوية بمجمع ناصر الطبي.
وأفادت وكالة الأناضول بأن القوة الخاصة اعتقلت زوجة وأبناء سرحان، وبينهم طفل بعمر 10 سنوات بعد قتله.
ولم تعرف بعد تفاصيل الطريقة التي تسللت بها القوات الخاصة إلى موقع تنفيذ العملية في شارع الكتيبة وشارع 5 بخان يونس، ولكن مصادر أمنية وشهود عيان أوضحوا أن القوة الخاصة الإسرائيلية تركت خلفها -قبل أن تنسحب من منطقة الكتيبة- صندوقا فارغا ومموها يظهر من الخارج على شكل أمتعة نازحين بهدف التمويه والتخفي بين المدنيين.
وأكدت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية فشل العملية الإسرائيلية الخاصة في خان يونس، وقالت إنها كانت تهدف لاعتقال القائد أحمد كامل سرحان.
وأعلنت أن العملية انتهت باستشهاد سرحان، الملقب بأبي محمد، عن عمر يناهز 43 عاما.
وفي التفاصيل، ذكرت ألوية الناصر صلاح الدين أن سرحان استشهد بعد اشتباك بطولي مع قوة خاصة إسرائيلية سعت لاعتقاله من منزله في منطقة الكتيبة وسط مدينة خان يونس، قبل أن تفشل العملية وتنتهي باستشهاد سرحان دون اعتقاله.
و أكدت قناة الأقصى الفضائية نقل جثمان الشهيد سرحان، الذي أعدمته القوة الإسرائيلية وسط خان يونس، إلى مستشفى ناصر الطبي.
رسميا، لم تكشف إسرائيل حتى الآن عن تفاصيل ما جرى في خان يونس.
لكن المتحدث باسم جيش الاسرائيلي إيفي ديفرين قال في بيان مقتضب -فور انتهاء العملية- “قواتنا في ذروة عملية عربات جدعون ونعمل في جميع أنحاء قطاع غزة”.
كما قال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على منصة “إكس”، إنه “لا يوجد أي تغيير في صورة الوضع، في إشارة إلى ما تم تداوله إعلاميا بشأن العملية الخاصة في خان يونس.
إسرائيل تعترف بالفشل
وعلّق مراسل إذاعة جيش الاحتلال على الحدث قائلا إن العملية في خان يونس تعثرت ولم تحقق هدفها الحقيقي، ولا حاجة لاغتيال شخص بتعريض قوة خاصة للخطر، إذ يمكن مهاجمته جوا.
الهدف الاعتقال .. وفشلت العملية
وأكدت صحيفة يديعوت أحرونوت أن هدف العملية الخاصة في خان يونس كان اعتقال القيادي الفلسطيني لاستجوابه وانتزاع معلومات منه عن الأسرى الإسرائيليين، لكنها فشلت.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن الجيش نفذ عملية خاصة في خان يونس، لكنها لم تكن تهدف إلى تحرير رهائن، مؤكدا أن العملية لم تسفر عن إصابات في صفوف القوات.
وأكدت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال شنت أكثر من 30 غارة جوية خلال تنفيذ العملية، مما أسفر عن استشهاد 6 فلسطينيين على الأقل وإصابة عشرات آخرين، بحسب ما أفادت به مصادر طبية محلية.
وذكر شهود عيان أن الغارات طالت بلدات القرارة والفخاري وبني سهيلا ومعن ومحيط جامعة الأقصى، بالإضافة إلى منطقة الكتيبة وشارع 5، كما أصيب مبنى تابع للأمن داخل مجمع ناصر الطبي، مما ألحق أضرارا مادية بالمكان وأثار حالة من الذعر بين الفرق الطبية والمرضى
وقال الشهود إن الطائرات المروحية حلقت على ارتفاعات منخفضة وأطلقت نيرانا كثيفة، مما تسبب في حالة من الهلع بين السكان، لاسيما في ظل انقطاع خدمة الإنترنت في أجزاء واسعة من المدينة، ما أعاق جهود التواصل وعمليات الإنقاذ.