السفير مدحت القاضي يكتب لـ «30 يوم» :{ترامب}.. و {ترامبولين}

[١] تصريحات ترامب قبل بدء زيارته الثلاثية للسعودية وقطر والإمارات من ١٣ الي ١٦ مايو، جاءت كاشفة وليست فقط منشئة، لعدد كبير من نتائج زيارته، وذلك من قبل ان تبدأ!.
[٢] لدرجة أنه استحضر بهذا الأسلوب من ثلاثية زيارته الخليجية، منهجاً يحرص به علي تجاوز المطالب المُعلنة، بما هو أكبر حجماً و أكثر تأثيراً!.
[٣] وبطريقة يمكن لي ان أصفها بأنها “الترامبولين السياسي”!. اي الضغط المستمر والقفز المتواصل والذي من شأنه رفع سقف النتائج!.
[٤] وبالتالي جاء تشكيل ونوعية الوفد المرافق لترامب، بمثابة نقلة نوعية، غير مسبوقة، لمًا يمكن ان تشهده العلاقات البينية بين الولايات المُتحدة وكلاً من هذه الدول الخليجية الثلاث والشقيقة.
[٥] جولة ترامب الخليجية أكسبت الرياض اعترافاً متزايداً بدور إقليمي رائد ومتميز.
[٦] وتعد القِمة الخليجية-الأمريكية التي عقدتها الرياض بحضور قادة دول مجلس التعاون الخليجي GCC، هي القِمة الخامسة، وحضرها هذه المرة الرئيس السوري احمد الشرع. (وحيث كان الملف السوري علي أچندة العمل السعودي، وهو ما تم بنجاح).
[٧] وحيث سبقها ٤ قمم، الأولي كانت في منتجع كامب ديفيد الأمريكي في مايو 2015، والثانية بالرياض في أبريل 2016، والثالثة بالرياض في مايو 2017 بمشاركة ترامب، والرابعة بالرياض في يوليو 2022 وشارك فيها قادة مصر والأردن والعراق.
[٨] وتلك المعطيات، تعطي الكثير بشأن خصوصية القمة الخليجية الأمريكية هذه المرة من تميز.
[٩] ولكنها لا تُعطي ما هو كاف لتفسير ما حال دون دعوة قادة مصر والاردن والعراق لحضورها!.
[١٠] علماً بان مصر أكثر الدول تضرراً من فقدان الملاحة البحرية الآمنة في البحر الأحمر . ولترامب دور بناء حيال هذا الملف.
[١١] جاءت جولة ترامب وهذه القمة الخليجية الأمريكية الخامسة، وسط ظروف خاصة وصعبة تمر بها المنطقة.. {إستمرارية الحرب علي غزة ومنع دخول المُساعدات}.. {ترامب يعلن نجاح إتفاق مع الحوثيين ويحذرهم من التراجع}.. {الحوثيين يهددون الإمارات}.. {حكومة السودان تقطع علاقاتها الدبلوماسية بالإمارات}.. {ليبيا علي المحك}.. {إستمرار تردي العلاقة بين الجزائر وفرنسا وتبادل طرد الدبلوماسيين}..
[١٢] كما تواكبت زيارة ترامب مع وضوح وإنتشار وجود كثير من الخلافات والفجوات العلنية ما بين واشنطن وتل أبيب، وهي ما كانت قد إتضحت مُنذ تولي ترامب الرئاسة هذه المرة (مُقارنةً بعهد بايدن).
[١٣] لدرجة ان “واشنطن بوست” نشرت أمس ٥/١٦ ما نصه “ترامب لم يعد حليفاً تاماً لإسرائيل، وسياسته تودي الي تهميش موقفها”!.
[١٤] بل ان الزيارة لم يكن لها اي دور إيجابي في وقف الحرب علي غزة!.
[١٥] وهنا السؤال الذي يطرح نفسه بنفسه، هل استفادت عواصم مقصد الزيارة في إحداث تقدم بالملف الفلسطيني!، ولماذا لا!؟، ام ان الفائدة جاءت أيسر بل اقتصرت علي تحقيق فوائد في علاقة بينية مع الولايات المُتحدة، وبما يفتح صفحات جديدة في التعاون الاقتصادي والإستراتيجي والعسكري معها!.
[١٦] هل كنا نتخيل ان ترامب سوف يطلب من محمد بن زايد بناء مسجد يحمل إسمه في أبوظبي وأنه سوف يتحمل تكاليف بناءه من ماله الخاص!، وهل هذا الأمر يقتصر علي مجرد تحقيق التقارب والسلام بين أمريكا والعالم الإسلامي!، ام أنها مناورة لكسب المزيد من ود المنطقة!.
[١٧] سيما وان هذه البادرة جاءت بعد زيارة ترامب كنيساً يهودياً لبيت العائلة الإبراهيمية بأبوظبي. وهو ما نشرت تفاصيله سي ان ان بالعربية.
[١٨] ومن أين جاءت جُرأة ترامب بعد جولته الخليجية الثلاثية هذه، علي ان يفصح ويكشف عن ان إدارته تخطط لنقل مليون فلسطيني من غزة الي ليبيا مٌقابل الإفراج عن جزء من أموال القذافي المُصادرة!، وهو ما جاء بمجرد عودته من جولته الخليجية!.
[١٩] وهو ما نشرته شبكة إن بي سي نيوز، عندما نشرت أمس:
[تعمل إدارة ترامب على خطة لنقل ما يصل إلى مليون فلسطيني بشكل دائم من قطاع غزة إلى ليبيا، بحسب ما قاله خمسة أشخاص مطلعين على هذه الجهود لشبكة إن بي سي نيوز.
[٢٠] وهل تدهور وتردي الأوضاع في طرابلس بعد ساعات من تصريح ترامب، يسمح له بتنفيذ ما ذكره عن نقل الفلسطينيين!.. سيما وان ترامب ليس هو اللاعب الوحيد داخل الشأن الليبي.
[٢١] ومن حقنا ان نتساءل عن تأثير هذا المخطط الترامبي الجديد علي الوضع في طرابلس وغرب ليبيا اليوم، وهو الذي لا يحتاج مزيداً من التدهور والصراعات بدليل ما تشهده طرابلس من مواجهات مسلحة واستقالة ٩ وزراء من حكومة الدبيبة في طرابلس. هذا من جهة.
[٢٢] ومن جهةٍ أُخري، ماذا عن تأثيرات هذا المخطط الجديد علي إستقرار وأمن وآمان الشرق الليبي في بنغازي!.
[٢٣] وماذا عن تأثيرات هذا المخطط الجديد علي مصر، علي وجه الخصوص!.
[٢٤] بدون شك، ترامب يعمل وبنجاح (كما يري)، لصالح بلده.
[٢٥] والدول محط زياراته الأخيرة، تعمل أيضاً (وكما تري) وفقا لمًا تراه في صالحها، وهذا حقها، بل واجبها تجاه شعوبها.
[٢٦] ويظل ما هو هام في تقديري، الا يجيء او يجلب {صالح} هؤلاء الأشقاء؛ ما هو {طالح} بالنسبة للغير او لملفات أُخري.