توبكُتّاب وآراء

الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» :متى يفتح سجل فلسطين؟

ببضع كلمات، وقناعة تامة، حسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الملف السوري، لم يماطل ويراوغ ويَعِدْ، كما تفعل أوروبا التي لا تزال تنادي بتخفيف العقوبات والتعاون مع النظام السوري الجديد، ولا تفعل شيئاً لأنها منشغلة في التفكير بالمكاسب وفرض الشروط.

قبل انتخابات نوفمبر الماضي في الولايات المتحدة بأشهر، قلنا إن ترامب أفضل من بايدن، وفسرنا ذلك القول، واليوم نؤكده، فهذا الرئيس صريح وواضح في مواقفه وتصرفاته، لا يتبع سياسة النفاق، ولا يتعامل مع حلفائه بغرور وتكبر، ولا يعتمد على تقارير الأجهزة المنتفعة والتكتلات المؤثرة، كما يفعل الديمقراطيون، وما رأيناه من آخر رئيسيين في العقدين الماضيين، أولهما أوباما الذي أراد ديمقراطية عربية تقودها طائفة عنصرية مثل «الإخوان»، وتركها تدمر البلاد العربية تحت راية التطرف والتشدد والفوضى الشاملة، والتي أسماها «الفوضى الخلاقة»، والثاني كان بايدن بعجزه، وبسيطرة بقايا عهد أوباما، وترك وراءه حربين طاحنتين في غزة وأوكرانيا وعالماً مضطرباً.

في موقفه بالأمس، فتح ترامب صفحة بيضاء في السجل السوري، فما كان للأسد ذهب مع الأسد، وما سيكون من الشرع سيحسب على الشرع، وهذا إنصاف توصل إليه الرئيس الأمريكي بعد استماعه إلى السعودية وشقيقاتها في مجلس التعاون الخليجي، وبعد تعامله مع بقايا التمدد والتوسع الطائفي في بلاد المشرق العربي، وهذه سياسة قد تطفئ نيراناً قد أشعلت بفعل أصحاب الأطماع، وكبرت من أطراف لها مصالح شخصية، ومثل هذه السياسة، وإن كانت مرهقة، إلا أنها تحمل في طياتها استقراراً دولياً افتقدناه منذ فوضى أوباما في 2011.

وبقي ذلك السجل الضخم عالقاً، سجل فلسطين وليس غزة، ومصير الفلسطينيين وليس «حماس»، إن فكت طلاسمه انتقل العالم بأسره إلى مرحلة جديدة يسودها الأمان، وتحكمها علاقات قائمة على المودة والتعاون، فهذا هو السجل الذي سيكتب التاريخ اسم من سيزيل السواد العالق به في صفحات ناصعة البياض.

 اقرأ أيضا

الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : السلاح لايطعم الأفواه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى