توبكُتّاب وآراء
الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : السلاح لايطعم الأفواه

ما الذي خرجت به الهند وباكستان بعد المواجهة العسكرية الأخيرة؟
لا شيء، بخلاف الخسائر في الأرواح والمنشآت، والانكسار بعد أن عجزت كل دولة عن حماية أرضها وجيشها ومدنها، فالسلاح واحد، يباع من نفس الأطراف للدولتين، تقنيته متشابهة، وقوته متوازية، وآثار دماره لا تختلف باختلاف الأرض أو اللغة والعلم.
باكستان مازالت متلاصقة بالهند، لم تتزحزح شبراً واحداً بعيداً عن الحدود، فهذا قدرهما، أن تكونا متجاورتين، وأن تقبلا بالتعايش السلمي من أجل شعبيهما أو تتحاربان إلى الأبد، وتسجل إحصاءات المنظمات الدولية الدولتين ضمن قوائم «البلاد الأكثر فقراً في العالم»، هكذا هي المعادلة عندما تكون قوتك العسكرية هي هدفك الأول، وفي الجهة الأخرى تترك شعبك يبحث عن لقمة عيشه بشتى الوسائل، قانونية كانت أو خارجة على القانون، فالصواريخ والدبابات والمسيّرات والقنابل النووية لن تطعم الأفواه المفتوحة، فالقارة الهندية بكل مكوناتها كانت ولاتزال غنية بثرواتها، وشعوبها تمثل قوة عاملة قادرة على صنع حضارة في الأرض التي مازالت تتغنى بالحضارات الزائلة.
منطقة كشمير جنة من جنان الأرض، وهي نعمة وهبها الخالق لأهل تلك البلاد، ولكنها، وبأمر من المستعمر تحولت إلى نقمة، تستنزف الثروات وتحصد الأرواح، وتزيد من الأحقاد بعد كل حرب أو مواجهة، وأهل السياسة والمنافع الحزبية والشخصية في الطرفين جعلوا من كشمير «شماعة» يعلقون عليها تقصيرهم وسوء إدارة ثروات بلادهم، طوال ما يقارب 80 عاماً، تجوع الناس والمليارات تصرف على بناء الحصون وتكديس الجيوش عند خطوط التماس، ولم نسمع يوماً صوتاً صادراً عن شخص حكيم ينادي بنزع فتيل كشمير حتى تبنى الأرض التي تعيش فوقها جموع من البشر هم الأكثر عدداً مقارنة بمناطق العالم الأخرى.
النية الصافية هي ما تحتاجه الهند وباكستان، والحلول كثيرة، والخير الذي ستجنيه من السلام هو الذي سينفع، أما السلاح فهو وسيلة دمار لا أكثر.
اقرأ أيضا