يعاقب ورادع للهند .. صاروخ فاتح 2 الباكستاني صاحب إمكانيات استثنائية

قلب أسبوع من المناوشات بين الهند وباكستان بعض موازين القوى سواء من ناحية رفع أسهم السلاح الصيني المستخدم من جانب إسلام أياد أو صواريخ فاتح الباكستانية قبل أن يتم وقف إطلاق النار أمس بعد تدخل عدد من الدول ومنها أمريكا.
ونجحت باكستان في تعزيز قدرتها الدفاعية عبر تحديث وتطوير منظومة الصواريخ التي تعتمد على أحدث التقنيات، ومنها صاروخ فاتح 2 الذي كان له الدور الفعال في ضرب مواقع عسكرية ومدنية هندية وتسبب في حالة من الرعب ببعض المدن الهندية حيث يصل مداه لحوالي 400كم.
صاروخ فاتح 2 إمكانات استثنائية
ووفقا لتقارير وسائل الإعلام الباكستانية، تم تصنيع وتطوير المنظومة من قبل شركة “جيدس” الباكستانية، ويعتبر نظيرا لنظام “هيمارس” الأمريكي، وتم اختباره لأول مرة في باكستان في أغسطس 2021.
يُعد صاروخ “فاتح 2” مثالاً رفيع المستوى على الابتكار العسكري، إذ يجمع بين سرعة التنفيذ والدقة العالية، مع إمكانات متقدمة استثنائية تضمن فعالية الأداء في سيناريوهات الحرب الحديثة.
ويُعتبر “فاتح 2” من الصواريخ ذات الدفع الصلب، ما يوفر له استجابة سريعة وكفاءة عالية في مرحلة الإطلاق.
تعتمد تقنيته على أحدث أنظمة التحكم الإلكترونية وأنظمة التوجيه المتطورة، والتي تسمح بتحقيق دقة استهداف ممتازة حتى في البيئات القتالية المعقدة.
الهيكل والتصميم:
يتميز التصميم بتعدد الإمكانيات من حيث قابلية النقل والتحريك على منصات برية متعددة. يعتمد التصميم على مواد مركبة خفيفة الوزن تحمل خصائص ميكانيكية متقدمة لتحمل ظروف التشغيل القاسية والحفاظ على استقرار الصاروخ أثناء الرحلة.
أنظمة التوجيه:
تُدمج في “فاتح 2” أنظمة توجيه مدمجة تعتمد على مزيج من الجيروسكوبات وأجهزة تحديد المواقع الحديثة، ما يتيح له التصحيح الفوري لمسار الطيران واستهداف الأهداف الحرجة بدقة عالية.
الإمكانات التشغيليّة والأداء
المدى:
تُشير التقارير المتداولة إلى أن “فاتح 2” يتمتع بمدى يصل إلى عدة مئات من الكيلومترات، حيث تتراوح تقديراته ما يقرب من 400 كيلومتر تقريبًا.
هذا النطاق يمنحه القدرة على تغطية مساحات واسعة من مناطق النزاع المحتملة وتأمين ردع فعال ضد التهديدات.
السرعة والقدرة المناورة:
يعتمد الصاروخ على تقنيات متقدمة في السرعة، حيث يصل إلى سرعات تفوق الصوت بكثير خلال رحلته.
كما يتمتع بإمكانية مناورته أثناء الطيران، مما يُصعّب مهمة اعتراضه من قبل أنظمة الدفاع الجوي المعادية.
التحمل في الظروف القاسية:
تم تصميم “فاتح 2” لتحمل الظروف البيئية الصعبة، سواء في درجات الحرارة المرتفعة أو في بيئات التشغيل المتقلبة، ما يجعله أداة استراتيجية قادرة على العمل بفعالية عالية في مختلف السيناريوهات.
التكلفة التقديرية:
من الطبيعي أن تكون تفاصيل تكلفة تطوير وإنتاج مثل هذه الأنظمة العسكرية حساسة واستراتيجية.
ومع ذلك، تشير بعض المصادر إلى أن الصاروخ قد يكلف عدة ملايين من الدولارات للوحدة الواحدة، وهو ما يعكس التكامل بين التكنولوجيا العالية والمواد المركبة المستخدمة في تصنيعه.
كما يُنظر إلى تكلفة “فاتح 2” على أنها استثمار استراتيجي يدعم الردع العسكري ويُحافظ على توازن القوة الإقليمي.
وتتأثر التكلفة بعوامل متعددة تشمل:
البحوث والتطوير:
الجهود الهندسية المتواصلة لتحديث التكنولوجيا.
المواد والتقنيات المتقدمة:
استخدام مواد ذات كفاءة عالية ونظم توجيه متطورة.
التصنيع والإنتاج:
التعاون مع شركات صناعية ذات خبرة في مجال الدفاع، مما يرفع من مستوى الاعتماد على الجودة والدقة في الإنتاج.
ردع التهديدات:
يشكل “فاتح 2” عنصراً رئيسياً في منظومة الردع العسكري الباكستاني، إذ يُعتبر عاملًا هامًا لتحقيق التوازن العسكري مع الدول المجاورة.
توفر القدرات الفائقة للصاروخ ردعاً قوياً ضد أي تهديدات محتملة وتساهم في حماية الأمن الوطني.
دوره في التكامل الدفاعي:
يُدمج الصاروخ مع أنظمة دفاعية أخرى، سواء كانت منظومات اعتراض أو أنظمة مراقبة متطورة، مما يعزز من قابلية التشغيل المشترك والتنسيق بين مختلف الفروع العسكرية.
تأثيره على المشهد الأمني الإقليمي:
يُنظر إلى “فاتح 2” كجزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى بناء قوة ردعية تكنولوجية متقدمة، ما يجعله أداة فاعلة في إعادة تشكيل موازين القوى في المنطقة.
يُظهر صاروخ “فاتح 2” الباكستاني قدرة واضحة على تقديم حل عسكري متكامل يجمع بين التكنولوجيا العالية والدقة في التنفيذ، ما يجعله رمزاً للتقدم العسكري في المنطقة.
ومع التصميم المتطور والقدرات التشغيلية العالية، يبرز هذا الصاروخ كأداة استراتيجية ذات دور مهم في الحفاظ على الأمن القومي وردع أي اعتداءات محتملة.
ويعد التكامل بين الجهود الهندسية والبحثية مع الاستثمار الاستراتيجي في نظم الدفاع يعكس رؤية مستقبلية لباكستان التي تسعى إلى استمرارية التحديث والتفوق في ميدان التكنولوجيا العسكرية.
فاتح 2 رادع للهند
وبعد اختبار هذا النظام الصاروخي المتطور بنجاح، وصفه خبراء دوليون ووسائل إعلام باكستانية بأنه حل قابل للتطبيق ضد نظام صواريخ إس-400 الهندي المتطور.
ويعتقد العديد من الخبراء أن صاروخ “فاتح 2” قد يلعب دورًا حاسمًا فيما تعتبره باكستان ضروريًا لردع الهند.
وكما ذُكر، يتبع صاروخ “فاتح 2” مسارًا مسطحًا، مما يُمثل تحديًا أكبر من حيث الكشف الراداري، ما يمثل تحديًا هائلاً للقوات المسلحة الهندية.
وصاروخ فاتح-2 يُظهر إمكاناته في مواجهة أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، ويتجلى ذلك في قدرته على التصدي بفعالية لأنظمة إس-400 من خلال هجمات مكثفة، باستخدام مزيج من مقذوفات فاتح-2، وصواريخ كروز، والذخائر المتسكعة، ونظام إطلاق الصواريخ متعدد الإطلاق الموجه فاتح-1 (GMLRS). إنه تطور كبير في الترسانة العسكرية الباكستانية، ويعود الفضل في تطوير فاتح-2 محليًا إلى المهندسين والعلماء الباكستانيين.
ويؤكد فرانك أودونيل، وهو زميل غير مقيم مرتبط ببرنامج جنوب آسيا في مركز ستيمسون للأبحاث، أن إنشاء فتح 2 يشير إلى الملاحظات الثاقبة التي أبدتها باكستان والمستمدة من الصراعات الأخيرة مثل حرب أذربيجان وأرمينيا وحرب روسيا وأوكرانيا.