الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : أفلح الشيطان في تربيتهم

يا لقذارة أيديهم، ويا لخبث تفكيرهم، ويا لجهل أولئك الذين ما زالوا يثقون بهم، من يظنون أنهم قادرون على ضبط مسارهم، وما إن تمكنوا حتى انقلبوا عليهم.
عندما تمنح جماعة الإخوان الفرصة يقودون بلدانهم نحو الدمار وهم يضحكون، وما ضحكهم إلا استهتار بمن لا يجيدون القراءة، ولا يتعلمون من دروس غيرهم.
وما السودان إلا مثال حاضر لعبثهم بالعقول الطامعة، من أرادوا المال بعد السلطة، وها هم اليوم ملاحقون في كل مكان، سلطتهم ممزقة، وأموالهم مرصودة، وذممهم سالت .
كما سالت دماء أبناء شعبهم، فخسروا الصديق والحليف، وزادوا من حجم العداوات المواجهة لهم، جشع حملة السلاح اجتمع بطمع أصحاب المليارات، تجار الرقيق ومهربو المخدرات والأسلحة، من يزرعون الفتن ويروونها بحقدهم وكراهيتهم.
وهذه الشام، أيديهم تعيث فساداً بها وبأهلها، يزحفون خفية نحو المناطق الآمنة فيشيعون القلق والتوتر والخوف والحذر، ويشعلون فتيل الأزمات، وكأنهم يستدعون العدو للتدخل، بل يمهدون الطريق للعدو حتى يتدخل، ويفرض على سوريا خطط التفتيت التي أعدها نتانياهو وسموتريتش، وهم يقبضون الثمن بقطعة من «الكعكة»!
رخيصة هي الأوطان في فكرهم، هذا ما علمهم إياه حسن البنا وسيد قطب، وقاله سعيد حوا في كتابه «مدخل إلى جماعة الإخوان»، لا ولاء إلا للجماعة، لا وطن ولا ولي أمر ولا قبيلة أو عشيرة أو أسرة، الولاء للمرشد وما يقوله ويأمر به، والوطن هو الأرض بما رحبت، وسبق لقادة هذا التنظيم أن قالوا ذلك خلال هدنة «الحقائب» الشهرية الآتية إليهم في غزة عبر «تل أبيب»، أبو مرزوق قالها.
والزهار، ألا تذكرون الزهار الهارب اليوم إلى أحد المنتجعات، قالها عندما كان متربعاً مع صحبه على عرش غزة المدمرة، عندما أشار إلى فلسطين في خريطة العالم التي تزين مكتبه، ودون خجل أو حياء «نحن لا تهمنا فلسطين التي لا ترى في خريطة العالم، ما يهمنا هو العالم كله»!
وقد لفظهم العالم، إلا من ما زال مغيباً، ولكنهم لا ييأسون، فالشيطان لا ييأس، والإخوان تربيته، وقد أفلح في التربية!
اقرأ أيضا
الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : من قطع الكهرباء؟