كُتّاب وآراءمنوعات

طلعت الطرابيشى  يكتب لـ «30 يوم» : على باب وزير الزراعة .. حوار من طرف واحد !!

 ألو معالى الوزير ..

وقتكم يسمح أحورك , أوجهك وأسألك . ممكن دقايق فى مقابله , أو حتى على التليفون . عاوز أفضفض وأخد وأدى مع سيادتك ” مان تومان ” نيابه عن نفسى , والناس اللى زيى , ومرؤسين سعادتك فى الوزاره , وأخونا الفلاحين البسطا اللى فى دير الناحيه من وجه بحرى , ووجه قبلى دولا , ودوكهما . جنابك فاضى ولا مش وقته . قصدى مشغول ناخد ميعاد تانى لما وقتكم يسمح .

  • أهلا وسهلا عاوز تقول أيه .. لخص إختصر ؟ بسرعه وقتى مشغول .

معالى الوزير إسمح لى نهنيك ونهنى نفسنا على ثقة القياده السياسيه فى إختياركم لحقيبة الزراعه . إحنا عارفين ومقدرين مسئولياتكم . الشيله تقيله الله يكون فى العون .

  • ده تكليف أتشرف بيه , ووإحنا كلنا جنود لخدمة مصر . وإن شاء الله نكون عند المسئوليه .

سيادة الوزير إسمح لى أصارحك . إعتادنا من المسئولين فى أول يوم عمل سياسة ” إنسف حمامك القديم ” . وده تقليد مصرى قديم من أيام الفراعنه . وعلى نفس الخط قمت سيادتك بحركة تغيير كبيره فى ديوان الوزاره , ومركز البحوث , ومديريات الزراعه . نقدر نقول دى كانت فلسفتكم فى حركة النقل والتبديل بين المواقع . ولا الهدف ضخ دم جديد لتجديد نشاط دولاب عمل الوزاره  .

  • على العكس فلسفتى فى التغيير خلق دوافع جديده . وكل ماتم من تغيير كان فى نطاق محدود جدا جدا , للإستفاده من بعض الخبرات والكفاءات المهمه , ولزيادة حدود الصلاحيات والإختصاصات . وده طبعا بهدف تهيئة مناح العمل للإبتكار , وإتخاذ القرار السليم . والأهم التركيز على ” الحوكمه ” , وتنمية الموارد لدعم البحث العلمى , ومواكبة حركة التطوير فى أساليب الزراعه الحديثه , لزيادة الإنتاجيه . بجانب مساندة ودعم الفلاح , وفتح أسواق جديده , لتعظيم فرص التصدير .

جينا للمفيد . ” كلام جميل وكلام معقول ” لكن يادكتور علاء الفلاحين مش شايفين ده . شايفين العكس . لأ وأيييييه بيرددوا المثل الشعبى ” أشوف كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب ” . على فكره ده رأى كتير من الفلاحين مش رأيى ؟

  • دى مبالغات , وخروج عن النص مابقبلوش . والفلاحين عارفين إن كلنا شغالين فى خدمتهم . وهم غاليين عليا قوى , ومفيش حد ممكن يقدر يوقع بينى وبينهم .

تفسر بأيه سيادتك قرارك الأخير , اللى سبب صدمه كبيره للفلاحين

  • قرار أيه ؟

القرار المفاجئ برفع أسعار الأسمده المدعمه , واللى أعلنته الوزاره لسه من كام يوم , وهايبدأ تطبيقه بعد أسبوع من النهارده .

  • ده مجرد تحريك بسيط للأسعار مش زياده . بسبب زيادة أسعار المحروقات ( البنزين , والسولار , والبوتجاز , والمازوت ) . ثم كل مبلغ الزياده مايتعداش 80 جنيه بس للطن .

هم شايفين إنك تتخليت عنهم وبسرعه بمجرد ما الحكومه رفعت سعر البنزين والسولار . كانوا منتظرينك تقف معاهم وتساندهم  . وكنت على الأقل تقنع الحكومه وإنت واحد منها إنها تستبعد زيادة الأسمده , لأنها زى ما إنت عارف الأسمده أكتر حاجه ضروريه للزراعه وللفلاح  . ماكنش العشم يادكتور

  • الحكومه عمرها ماتخلت عن دعم الأسمده . ورغم إرتفاع سعرها العالمى , وزيادة أسعار كل المواد البتروليه . لسه الحكومه بتدعمها , وبيحصل عليها الفلاح بسعر 4500 جنيه للطن . وده سعر ثابت من سنة 2021 ولحد النهارده . فى الوقت اللى السعر العالمى إرتفع لأكتر من 16500 جنيه للطن .

لكن مع أى زياده بتكون الأسماده فى وش المدفع . بيبدأو بيها فتح مزاد رفع الأسعار – بحجة –  إنها مدعومه  . لكن بعدها العقد بيفرط , وبيجى الدور على المبيدات . وقبل الفلاح مايتوجع ويقول أى  يلقى الزيادات نزله ترخ على راسه فى كل حاجات الزراعه . وطبعا بتاخد فى وشها كل مستلزمات الزراعه من مخصبات , للتقاوى والبذور , لشبكات الرى . وغيره , وغيره . يعنى كله كله بيزيد , والفلاح وحده هو اللى بيدفع التمن .

  • أكيد الحكومه عامله حسابها . وأكيد هاتراعى ده الفتره الجايه . وأوعدهم إن الوزاره هاتشدد الرقابه على الأسواق , والتجار لضمان إلتزامهم بالأسعار . والحكومه مهتمه بتوفير الأسمده المدعمه للفلاحين وبكميات كبيره فى منافذ الوزاره بالجمعيات الزراعيه ومديريات الزراعه بالمحافظات .

ومن بين الملفات المنسيه فى وزارة الزراعه , واللى الفلاحين مش مبطلين كلام فيها ” مقابر القطن ” قصدى مزادات تسويق القطن , واللى بقت مجرد يافطه مابقاش منها غير إسمها . وفشلت فشل كبير فى إنها تقوم بدورها فى تسويق القطن . لأن شركات القطن ” اللى الكلمه كلمتها والشورا شورتها ” حبت تلوى دراع الفلاحين وتشترى القطن بشروطها . يعنى تشتريه بسعر يقل 2000 جنيه عن سعر ” الضمان ” اللى حددته الحكومه قبل زراعته . وأما بلاش مايشاركوش فى  المزادات  . وللعلم كان سعر توريد القطن المعروف بسعر ” الضمان ” اللى حددته الحكومه 12 ألف جنيه للقنطار لقطن بحرى , و10 آلاف جنيه للقنطار لقطن وجه قبلى . وللأسف الشركات , وتجار القطن مشوا كلامهم , وإتكتلوا ضد الفلاحين , وعزفوا عن حضور المزادات . علشان يفرضوا شروطهم , ويشتروا القطن  بأقل من تكلفته . يعنى بالخساره من الفلاحين . واللى مش عاجبه يخلى القطن على أرضه متلتل إكوام إكوام فى الخلا , عرضه التراب , والمطر , والحشرات .

واللى مزعل الفلاحين وحازز فى نفسيتهم , إن الحكومه اللى هى سندهم , ووزير قطاع الأعمال اللى تبعه المزادات عارفين كل حاجه .. ورغم كده مكبرين دماغهم , وإتخلوا عن الفلاحين فى أزمتهم .. ومفكروش يعوضوهم .. والزعل الأكتر من الدكتور علاء فاروق الوزير المسئول عنهم , إنه ماكلفش نفسه ياخد بخطرهم , ويقعد معاهم يسمع منهم , ويتدخل عند رئيس الحكومه علشان يحل مشكلتهم .. ومش بعيد بسبب خساير القطن , الفلاحين يقللوا مساحات الزراعه , أو يهربوا من زراعة القطن للفاكهه , والخضار , أو حتى الدره . ويقولوا حرمنا ” توبه من دى النوبه ” مش هانزرع قطن تانى !! .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى