الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : من قطع الكهرباء؟

في لحظة، ودون سابق إنذار، وجدت إسبانيا والبرتغال نفسيهما في ظلام دامس، وكل شيء معطل عن العمل، فهذه الكهرباء التي انقطعت، لا إضاءة في الشوارع والبيوت والمحلات التجارية، ولا مصاعد تنقل السكان إلى طوابقهم في البنايات، ولا إشارات المرور التي تنظم حركة السير تعمل، ولا القطارات قادرة على الحركة بعد أن «ماتت» التغذية للخطوط الكهربائية.
هذه كانت حالة الدولتين مع بعض مناطق فرنسا يوم الاثنين، لم تنفع الاحتياطات، ولم تحل المعضلة شبكة محلية أو أوروبية، والإجابات حتى مساء يوم أمس غير مقنعة، لأنها تتحدث عن الاحتمالات والظنون، ولا تؤكد الحقيقة، فالحقيقة غائبة، لا يعلم الخبراء شيئاً عنها، هم نظفوا البرامج والتطبيقات والأجهزة وأعادوا شحنها من جديد، وعادت الأمور إلى طبيعتها!
وما زالت التساؤلات مطروحة، والغرب مع كل حدث طارئ يكون سؤاله عن الإرهاب، وينشغلون بالإجابة عن ذلك السؤال، وتتحرك الأجهزة المعنية، سواء كانت أمنية وعسكرية أو كانت تقنية وفنية متخصصة، وتجمع الخيوط المتشابكة، وتقف أوروبا تائهة، فهي المعنية بالأمر، وهي المستهدفة، وهنا يطرح السؤال الأخطر، وهو يراود الجميع، فإسبانيا والبرتغال كانتا مركزاً لتجربة قد تكون في المستقبل أكثر اتساعاً وشمولية، فالحرب بين الكبار أصبحت حرب أجهزة وبرامج وتطبيقات ذكية يديرها الإنسان، وهي تميت البنية التحتية دون أن تهدم المباني، وتزهق الأرواح!
اقرأ أيضا
الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : من هنا تأتيهم الصفعات