كُتّاب وآراء

سامي صبري يكتب لـ «30 يوم» : المخطط الكبير .. اغتيال القادة والعلماء (4)

ما زلنا فى المخطط الاستعمارى لاستغلال وابتزاز وتركيع دول الشرق الأوسط، والدور الذى يقوم به الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لاستكمال تنفيذ هذا المخطط بأساليب ملتوية، قد تقود إلى حرب عالمية عسكرية، سبقتها حرب تجارية كبرى بقرارات صادمة، تحركت لمواجهتها الصين والدول الأخرى المناهضة لتصرفات ترامب وقراراته الفوضوية.

كان أحدث هذه القرارات الاستفزازية، تكليفه مسئولًا كبيرًا فى حكومته بالعمل لإعفاء جميع السفن الأمريكية عسكرية وتجارية من سداد رسوم المرور بقناة السويس؛ مبررًا ذلك «بأنه لولا أمريكا ما وُجدت قناة السويس»، وغفل المجنون أن قناة السويس شركة مساهمة مصرية ولا تخضع لأى دولة أخرى، وإنها ممر مائى حفره المصريون بدمائهم، وقت أن كان الأمريكيون يطحنون بعضهم بعضًا فى حرب أهلية دموية، ونسى أن يقول لنا بالمرة «لولا أمريكا ما وُجد نهر النيل».

وعودة إلى المخطط الملعون، فإن الموساد والمخابرات الأمريكية والبريطانية يعكفون حاليًا على تنفيذ خطة كشفتها المخابرات الروسية، تهدف إلى طمس الهوية العربية والإسلامية عن طريق بعض القادة والمسئولين العرب ممن تم استدراجهم بطرق غير مباشرة لمخطط التركيع.

تشمل الخطة: فرض ما يسمونه بالديانة الإبراهيمية، والإسلام العلماني؛ بإعادة تطويع وتأويل النصوص والقواعد الإسلامية الأصيلة بأخرى تلائم أهداف المخطط الذى ترعاه وتموله «الماسونية» العالمية و«الصهيوأمريكية»، خلف شعار الحوار بين الأديان والتعايش السلمى بين الأمم، وجذب وإغراء بعض دعاة الحداثة والعلمانية؛ لنشر وترويج الأهداف الخبيثة عبر مشاركات ومؤتمرات واحتفالات محلية وإقليمية ودولية، ظاهرها بريء وباطنها مسموم.

وتركز الخطة أيضًا على غزو المدارس والمعاهد والجامعات الإسلامية والحكومية والخاصة والدولية فى مختلف الدول العربية وخاصة فى مصر والسعودية والإمارات وقطر ودول المغرب، وحث وتحريض المسئولين عن التعليم فيها على تقليص المواد الإسلامية وإدخال مواد ومناهج حديثة، تزيل الصبغة الدينية وتنهى بصمة قيم وأخلاق ديننا الحنيف.

وتهدف الخطة إلى جعل اللغة الإنجليزية، الأولى والأهم، مع التوسع فى مناهج اللغة العبرية، وإقامة المعابد والكنائس على حساب المساجد الإسلامية، وهو ما بدأنا نشاهده واقعًا ملموسًا فى دول المغرب العربى، وكذلك محاربة الحجاب وإذكاء التطرف وإثارة الفتن الطائفية ونشر الإباحية ودعم الإلحاد والشذوذ وتفكيك القبائل العربية، وتعمل الخطة على تصفية العقول العربية والإسلامية واغتيال العلماء وقادة الفكر داخل أوطانهم وخارجها، وإن لم يحدث فالبديل هو مطاردتهم وتهديدهم وإغراؤهم بالمال والمناصب الدولية.

أما الخطير فهو هدم التراث والأحياء الإسلامية القديمة مع تهجير أهلها إلى مناطق أخرى بحجة التطوير والقضاء على العشوائيات، واستبدال بها مشاريع خاصة ترفيهية واستهلاكية لا تخلو من البارات والمراقص وقاعات الفساد المخملية، كما يحدث حاليًا فى دبى وبعض مناطق سيناء والقاهرة ومدينة نيوم السعودية، إضافة إلى تخصيص شواطئ للعراة فى مدن يستولى على وحداتها بشر من جنسيات وديانات مختلفة.

ويخطط أولاد «الأبالسة» إلى تغيير التركيبة السكانية فى بلاد الشام (سوريا ولبنان وفلسطين) ودول الجزيرة العربية وهو ما بدأه ترامب فعليًّا بإعلانه خطة تهجير الفلسطينيين من غزة، مع جلب الملايين من العمالة الأجنبية غير المسلمة إلى دول الخليج العربى، فضلًا عن إدخال كبار رجال الأعمال الأمريكيين والبريطانيين واليهود فى شراكات اقتصادية عملاقة بالدول العربية والخليجية بعد منحهم الجنسية حتى ينطلقوا ويتوغلوا فى الأجهزة والمؤسسات العسكرية والسياسية والمدنية، ويقوموا بتدبير بعض الانقلابات على الحكام الرافضين للتركيع… وللحديث بقية إن شاء الله.

Samysabry19@gmail.com

 اقرأ أيضا

سامي صبري يكتب لـ «30 يوم» : المخطط الكبير .. أوطان بلا حرية (3)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى