صبري حافظ يكتب لـ «30 يوم» : كولر .. والشبح الخفي!

التراجع الفني لفريق الأهلي وتوابعه بالخروج من دوري الأبطال الأفريقي وإقالة المدرب مارسيل كولر كان متوقعًا لهبوط المنحنى البياني لفريق هو الأفضل محليا في السنوات الأخيرة.
البعض رأى أن الأهلي قادر على تخطي الأزمة لقوته الكامنة، وكان إحساسي مغايرًا بأن صن داونز قد يفجر المفاجأة- رغم أنه الأقل مستوىً – مقارنة بمواسم أخرى، وكان سيجد الأهلي صعوبات “لو تأهل” أمام بيراميدز في النهائي وظهر جليا مدى المعاناة أمامه في الدوري وجاء هدف التعادل لأحمد رضا مع صافرة النهاية.
ومن حسن حظ كولر أنه جاء في سبتمبر 2022 وكان الأهلي قد تعافى بعد فترة معاناة وأضاع بطولتين للدوري متتاليتين، وعندما كان يُودع – من سبق كولر- ، البرتغالي ريكاردو سواريز قال: ” انتظروا الأهلي.. سيحصد البطولات في السنوات المقبلة”، كان لسان حال سواريز يقول: لو منحتوني الفرصة سأحصد لكم الألقاب .. رغم أن البرتغالي جاء في مرحلة إعادة ترتيب البيت، وحقق خلال 17 مباراة فقط “الفوز في 9 وتعادل في 5 وخسر 3 مباريات”.
وبالفعل ومع تولي كولر، عرف طريق الانتصارات وحقق الألقاب والأرقام القياسية – (ساعده كثيرًا ضعف المنافسين محليا وأفريقيا وظهر مع الاحتكاك بالأقوى في مونديال الأندية) ومعها أصابه بعض الغرور بالاستغناء عن أعمدة رئيسية بالفريق كالمالي ديانج وأحمد عبد القادر ومحمد شريف وبيرسى تاو وغيرهم حيث كان يمتعض كثيرًا ويأخذ موقفًا من أي لاعب يتذمر أو يبدي ولو بتعبيرات الوجه الاستياء.
ولم يفطن كولر لمحورين.. أن سنة الحياة هي أطوارها التي يخضع لها الكون كله من دول وقادة وفرق وأفراد حيث القوة ثم العودة لمرحلة الإنزواء والضعف، فما أكثر الدول والأندية والمدربين التي تربعت على العرش ثم تراجعت بفعل عوامل كثيرة متداخلة وطبيعية، وكان في الإمكان أن يُطيل كولر فترة قوة الأهلي كرويا لمدة 3 سنوات أخرى على الأقل لو نجح في الإحلال والتجديد بشكل احترافي وتواجد أكثر من لاعب “سوبر” في المركز الواحد، وإدارة الأهلي لم تبخل عليه بأي لاعب مهما كان سعره، وتعامل بذكاء من خلال سياسة الاحتواء ،وهناك شئ يصعب على الكثيريين تحديد توقيته أومعرفة ملامحه وتجنب زلزاله مسبقا لأنه غير ملموس ” الشبح الخفي” عندما يأتي يشبه “تسونامي” يزيح كل من أمامه ،وهو أن وجود مدرب لفترة طويلة يصيب اللاعبين بحالة من الرتابة وعدم التجديد والابتكار مهما كانت عبقريته وحلولهم وحبهم له، “طبيعة بشرية غريبة” فاعتياد الوجوه يوميا يميت القلب والحمية والحماسة ويقتل الروح، خاصة مع غياب الكاريزما وعدم قدرة القائد على تجديد نفسه في الشكل والجوهر والمعلومة والروح ،فتصبح الحياة رتيبة ومملة، وأبسط مثال” بيب جواريودلا” الذي حققه لنفسه على المستوى الشخصي ومع مانشستر سيتي مالم يتوقعه أحد.. لتبقى عبقرية الدول والقائد والمدرب والفريق لها سقف معين ولابد أن تمر شئت أم لم تشأ بمرحلة استعادة الروح والدماء من جديد للعودة لأمبراطورية الدولة أو أسطورة النادي والمدرب أو الفريق… وقد يضل كل من هذا طريقه – لأسباب عدة- ولا يعثر على خريطة العودة من جديد لمرحلة القوة والشباب واستعادة العرش من جديد!!
اقرأ أيضا
صبري حافظ يكتب لـ «30 يوم» : الزمالك والحكومة الرشيدة!