المغرب تضيء إسبانيا وصحف مدريد تشيد

لم يتردد المغرب في تقديم يد العون لجارته الشمالية، حين غرقت إسبانيا في ظلام غير مسبوق بسبب انقطاع تاريخي في التيار الكهربائي، وهو موقف لم يمر مرور الكرام في الإعلام الإسباني الذي أشاد بالتحرك المغربي السريع والفعّالوذلك رغم أن المغرب يعد زبوناً للكهرباء الإسبانية
صحف ومواقع إلكترونية إسبانية سلّطت الضوء على “اللفتة النبيلة” من المغرب، معتبرة أن دعمه كان حاسماً في إعادة تشغيل محطات الطاقة التي توقفت، ما ساهم في عودة تدريجية للحياة إلى طبيعتها في عدد من المناطق المتضررة.
رئيس الحكومة الإسبانية لم يُخفِ امتنانه، موجهاً الشكر إلى كل من المغرب وفرنسا، مؤكداً أن الأزمات تُظهر أهمية التعاون العابر للحدود.
ووفق المصادر ذاتها، فقد استعان المغرب بنظام الكابلات البحرية الذي يربطه بإسبانيا عبر مضيق جبل طارق، حيث تمكّن من تزويد الشبكة الإسبانية بأول ميجاوات أعاد الحياة لمحطات الجنوب الإسباني، في وقت كانت فيه مدريد تبحث عن حلول عاجلة.
الصحف الأندلسية ،لم تُفوّت الفرصة لتثمين ما وصفته بـ”الاستباق المغربي”، حيث عملت المملكة على تأمين شبكتها أولاً، قبل أن تُسهم بفعالية في إخماد نار أزمة الكهرباء الإسبانية.
وفي مشهد قلّ نظيره، قالت الصحف الإسبانية إن خط الربط الكهربائي البحري بين المغرب وطريفة تحوّل إلى “شريان إنقاذ”، مؤكدة أن هذا التعاون الطارئ كشف عن مدى أهمية الشراكة المغربية الإسبانية في الأوقات الحرجة.
لاعمل سيبراني
من ناحية أخرى، استبعدت شركة ريد إليكتريكا المشغلة لشبكة الكهرباء في إسبانيا، الثلاثاء، أن يكون انقطاع الكهرباء، الذي ضرب شبه الجزيرة الإيبيرية، الإثنين، ناجما عن هجوم سيبراني، بناء على تحليل أجرته وكالة الاستخبارات في البلاد.
وقال مدير العمليات بالشركة إدواردو بريتو إن التحليلات، التي تم إجراؤها حتى الآن تظهر “استبعاد حدوث واقعة تتعلق بالأمن السيبراني”.
وأضاف: لقد حظينا منذ الإثنين بدعم معهد الأمن السيبراني الوطني ومركز الاستخبارات الوطني، وتمكنا هذا الصباح من التوصل إلى أنه لم يحدث اختراق لأنظمة التحكم بشركة ريد إليكتريكا من شأنه أن يسبب انقطاع الكهرباء.
لكن وسائل الإعلام الإسبانية أعربت عن قلقها بشأن المستقبل.
وتساءل معلق في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية الوطنية “أر تي في إي” صباح الثلاثاء:
لم نعد نحبس أنفاسنا، لكن السؤال الكبير هو: هل يمكن أن يحدث ذلك مرة أخرى؟ وماذا سيحدث إذا استمر شيء كهذا لفترة أطول في المستقبل؟”
ووصف طبيب من مدريد الانقطاع بأنه “رحلة مرعبة إلى العصر الحجري” على إذاعة كادينا سير.
وبحلول الثلاثاء، عادت الكهرباء إلى حد كبير في كلا البلدين.
وقالت “ريد إلكتريكا” إن حوالي 99.16 بالمئة من إمدادات الكهرباء عادت إلى العمل اعتبارا من الساعة 6 صباحا (04:00 بتوقيت جرينتش).
وفي البرتغال المجاورة، ذكرت إذاعة “أر تي بي” في وقت مبكر من الثلاثاء أن الكهرباء عادت أيضا إلى معظم المنازل.
وأضافت نقلا عن مشغل الشبكة إي-ريديز، أن حوالي 95 بالمئة من عملاء البلاد البالغ عددهم 6.5 مليون عادوا إلى الشبكة.
وظل ملايين الأشخاص في إسبانيا والبرتغال في الظلام، الإثنين، مع انقطاع التيار الكهربائي، وتعطل شبكات الاتصالات، وتوقفت إشارات المرور عن العمل، وعلقت المصاعد.
كما أدى الانقطاع إلى تعطيل خدمات الأنفاق والقطارات في كلا البلدين، والتي استؤنفت الثلاثاء.
وفي خطابه المتلفز مساء الإثنين، لم يذكر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز سبب الانقطاع، لكنه ذكر أنه لم يتم استبعاد أي احتمالات.