تركيا خط دفاع استراتيجي لأوروبا بعد انضمامها لمبادرة البحار الثلاثة

كتب- عمر أبو الحسن
انضمت تركيا رسميًا إلى مبادرة البحار الثلاثة، التي تُعد أحد أبرز المشاريع الجيوسياسية في أوروبا، باعتبارها “دولة جسر” تربط بين بحر البلطيق، الأدرياتيكي، والبحر الأسود.
الإعلان جاء خلال القمة العاشرة للمبادرة التي عُقدت في العاصمة البولندية وارسو، حيث مثّل تركيا وزير المواصلات والبنية التحتية عبد القادر أورال أوغلو.
وأكد الوزير خلال مشاركته في القمة استعداد أنقرة للعب دور محوري في تنفيذ المشاريع الحيوية التي تهدف إلى ربط أوروبا على المحور الشمالي-الجنوبي، لاسيما في مجالات النقل والطاقة والرقمنة.
البحار الثلاثة .. مشروع استراتيجي لتعزيز البنية التحتية
أُطلقت مبادرة البحار الثلاثة عام 2015 بمبادرة من بولندا وكرواتيا، وتضم الدول الواقعة بين بحر البلطيق، الأدرياتيكي، والبحر الأسود. وتهدف إلى سد الفجوة في البنية التحتية بين دول وسط وشرق أوروبا من جهة، ودول غرب القارة من جهة أخرى، من خلال تطوير شبكات النقل والطاقة والاتصالات بدعم من الاتحاد الأوروبي.
في البداية، تشكّلت المبادرة من 12 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، وانضمت اليونان إليها في عام 2023، فيما دخلت الولايات المتحدة، اليابان، المفوضية الأوروبية وألمانيا كشركاء استراتيجيين.
وخلال كلمته في افتتاح القمة، أعلن الرئيس البولندي أندجي دودا انضمام كل من الجبل الأسود وألبانيا كأعضاء شركاء، وتركيا وإسبانيا كشريكين استراتيجيين، مشيرًا إلى أن “هذه الخطوة ستُسهم في تعزيز التعاون الإقليمي في ظل التحديات الجيوسياسية الراهنة”.
تركيا ومشروع “فيا كارباتيا”.. تعزيز التجارة واللوجستيات الأوروبية
تشارك تركيا بشكل فاعل في أحد أهم مشاريع المبادرة، وهو مشروع طريق “فيا كارباتيا” السريع، الذي يمتد من ميناء كلايبيدا في ليتوانيا مرورًا ببولندا، سلوفاكيا، المجر ورومانيا، وصولًا إلى ميناء سالونيك في اليونان، ومنه إلى إسطنبول. ويُتوقع أن يعزز هذا الممر البري شبكة التجارة واللوجستيات بين تركيا وأوروبا بشكل كبير، كما يُمثل ركيزة أساسية في دمج تركيا بالأسواق الأوروبية عبر محور النقل الشمالي-الجنوبي.
550 مليار يورو لتحديث البنية التحتية في شرق ووسط أوروبا
رغم الأهمية المتزايدة للمنطقة، تُظهر التقديرات أن دول وسط وشرق أوروبا لا تزال تعاني من ضعف البنية التحتية مقارنة بدول غرب القارة، وهو ما يستدعي استثمارات ضخمة تصل إلى 550 مليار يورو بحلول عام 2030.
وتشمل هذه الاستثمارات:
290 مليار يورو لقطاع النقل
88 مليار يورو لقطاع الطاقة
160 مليار يورو لقطاع الاتصالات
انضمام تركيا إلى مبادرة البحار الثلاثة يعزز من فرص التعاون الإقليمي في مجالات البنية التحتية ويمنح أنقرة دورًا حيويًا في رسم خريطة الربط الاقتصادي والأمني بين شمال أوروبا وجنوبها، خاصة عبر منطقة البحر الأسود.