كُتّاب وآراء

ماجدة صالح تكتب لـ «30 يوم» : الأنيس الونيس.. أين أنتم ؟!

في الحياة أشياء كثيرة لا تشترى بالمال ولا تعوضها كل ثروات الأرض كالصحة والسعادة والصداقة المخلصة والعشرة الجميلة والاطمئنان النفسي وراحة القلب والضمير…الدنيا متعبة، ولا يهونها عليك إلا شخص يتقي الله بك، يأخذك من ضيق أيامك إلى سعة قلبه، يتقبلك بكل عيبًا بك، يتحملك وقتما تنفر أنت من كل شيء..

يحيطك، يعطيك من الحنان ما يفيض به روحك ولا ينتظر مقابل في ذلك، يخلق لك الأمان عندما يعتريك الخوف، يسندك في مواجهة معركة الحياة..شخص يحافظ عليك من أي تهميش يصيبك أو صراع نفسي تخوضه،يكون لك حافظ أمين على نفسك، وهين لين في وده وصحبته معك شخص يشبهك، يشبه روحك، يعرفك.

شخص يقدر غيرتك عليه، يعرف كيف يتعامل معك، لا يهجرك، ولا يتركك في منتصف الطريق، شخص يعرف جيدا تأثير الكلمة على النفس، يعرف قيمة الصدق وطمأنينة البقاء وقسوة الوداع، شخص لا يحب الخصام، يغفر سريعا، لا يفلت يديه عنك بسهولة شخص يرى هشاشة روحك في عينيه ويزال يحبك.

شخص لمرة واحدة يلاحظ تفاصيلك الصغيرة، ويعانقك بأحاديثه الراقية الجميلة، شخص يقدم كل شيء في سبيل إسعادك، شخص يفهمك، شخص لا تزعجه ضحكتك الساخرة وثرثرتك الكثيرة، تُريه جانبك المعتم فيختارك، يتقبلك بعيوبك قبل مزاياك، وبحزنك قبل فرحك، بإختصار شخص لا يهون عليه قلبك، فذاك هو الأنيس الونيس..

قد يكون الزوج أو الزوجه او الصديق و الصديقه والزملاء والاقارب وقد تجدك حولك دون أن تعلم أن تشعر به إلا في مواقف الضيق والأزمات اليوميه ، أروعها ذلك الرفيق الذي يظل جوارك عمرا ودهرا في شخص زوج أو زوجه ، هم الأوفياء فمعادنهم أصيلة ..الأوفياء نادرون مثل الأحجار الكريمة .

لكن إن وجدناهم فهم في حياتنـا ثراءٌ لا يقدر بمال ،معادنهم أصيلة تشع بالمحبة ، والمودة والتسامح..ويزدادون لمعاناً وإشراقاً وعطاءً مع مرور الأيام ،و‏الدعوة بالسعادة مِن أجمل،ما يدعو به المؤمِن لِمن أحب..ف اللهم أرزقنا و إياكم الأوفياء فى حياتنا .

هناك أناس لا تجدهم إلاّ في مواطن الخير وجبر الخواطر ،وصنائع المعروف ،ترى الخير في أقوالهم وأفعالهم ومواقفهم أولئك الذين يؤمنون بأنّ الحياة رحلة ، ولا يبقى منها إلاّ كرم الأخلاق وحُسن التعامل ، والأثر الطيّب ،وهنالك أُناس قلوبهم سوداء ، يستطيعون التقلب وترك كل شيء،المحبة بالنسبة لهم كذبة والعشرة تنمحي ، أنواع البشر عديدة ، فقد يعجبك الجمال الظاهر ، لكن الوسامة الحقيقية تكمن في الوجوه المطمئنة

يأسرك الذكي ، لكنك لا تشعر بالراحة إلا مع الحنون

ترضيك روح الفكاهة ، لكنك لا تسكن إلا لمن يحسن ضماد جرحك وينير عتمتك ،

يأتي السّند مِن أولئك الذينَ خانتهم أيَادي أحبَابهم حين سقطوا ، يَأتي الجبر من القلوب التي كسرت ألف مرّة ولملمت شتاتها و ضمّدت جروحها بنفسها ، يأتي الحنان و الإحتواء ممن كتبت أقدارهم مِن دُون أمُومة أو أبوة و ممن ذاقوا لوعة اليتم …

يأتي الدعم و التّشجيع من الأشخاص الذين واجهُوا  أشد عواصف الحياة دوسند أو عون ، تَأتي الرأفة ممّن أرهقتهم قسوة المقربين إليهم … يأتي الخير من الأرواح التي أعياها الشر ، وفاقدُ الشيء أكرم بكتييير قوي من مالكه..فكل ما يمس الروح هو الأكثر أصالة في النفس هو الأبقى والأثمن.واعلم أنهم للأسف قلة لكنها كفيله بتغيير مود حياتك كله.

نهاية الشيء أفضل من استمراره بشكل باهت ” هذا يعني أنك لا بد أن تهجر العلاقات اللي ترهق روحك فوق ماهي مرهقة، تسرق البهجة من أعماقك بدلاً من أن تهديك إياها ، تضاعف لك أحزانك في وقت أنت تحتاج فيه من يهونها عليك، تذكروا أن الخسارة اللي تكسبون فيها راحتكم ليست خسارة .

 اقرأ أيضا

ماجدة صالح تكتب : شبح العنوسة رحمة عن الشريك الخطأ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى