الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : وهذه «فرقعة» جديدة

آخر «فرقعات» رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، أحدثت دوياً هائلاً، رغم أنها مثل سابقاتها، ناتجة عن فكرة طارئة، راودت مخيلة الرئيس، فأطلقها من خلال تغريدة في حسابه الخاص، ودون أن يسأل أو يبحث أو يتأكد من كلامه، متناسياً أنه ليس دونالد ترامب صاحب العقارات، الملياردير الحر في ما يقول ويفعل، والخاضع لأهوائه ومغامراته الشخصية، وأنه رئيس دولة عظيمة، وذات مكانة، كلمته مرصودة، وأفعاله محسوبة، وأخطاؤه مسجلة ضده!
قبل شهر، كان يريد استعادة قناة بنما، بحجة حمايتها من الاحتلال الصيني، وهدد باستخدام القوة العسكرية للسيطرة عليها، وبالأمس، خرج بطرح آخر لهذه القناة، وأشرك معها قناة السويس، وليته لم يفعل، قلت لكم إنها «فرقعات»، تنحرف غرباً وشرقاً دون قيود، ووجّه تعليمات لوزير خارجيته ببدء مفاوضات لإعفاء السفن الأمريكية، العسكرية والتجارية، من رسوم عبور هاتين القناتين، هذا ما تفتق عنه ذهنه في آخر الليل، ولم يسأل نفسه، لماذا وكيف وبأي منطق أو قانون، قرر أن يعفي كل سفينة أمريكية من رسوم، هي حق من حقوق الدول المالكة، الدول ذات السيادة، وفجأة، تذكرت كلام رئيس وزراء كندا، عندما قال «إن ترامب في أحيان كثيرة ينسى أنه رئيس الولايات المتحدة، وليس رئيساً للعالم».
وعندما أكمل ترامب تغريدته أو حديثه، جاءت الطامة الكبرى، عبر «فرقعة صوتية»، أضحكت كل من قرأها عليه، وهي «لولا أمريكا ما كانت هناك قناة بنما أو السويس»، ولا أخفي عليكم أنني كنت من الذين شكوا في معلوماتهم، وكالعادة، لمت الذاكرة التي أتهمها دوماً بالتقصير، فاسترجعت ما أعرف، ليس حول بنما، بل حول قناة السويس، وراجعت كتبي، قبل أن أذهب إلى «غوغل» وتزويراته التاريخية المخجلة، وبحثت عن تلك البلاد الجديدة، عندما بدأ حفر قناة السويس بأيدي المصريين عام 1859، وحتى أنجزت بعد سنوات، وهي نفس السنوات التي كانت فيها الولايات المتحدة تعيش في العصور الهمجية، ويخوض سكانها حرباً أهلية بين شماليها وجنوبيها.
اقرأ أيضا-
الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : عاشق الفوضى
الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : خرج ولم يعد