المغربية سلوى الكنياري تكتب لـ «30 يوم» : المرأة رهان كل مجتمع ونواة قوته وصلابته

باتت المرأة ركيزة أساسية في بناء المجتمعات وتطويرها، فهي تلعب دورًا حيويًا في مختلف جوانب الحياة، سواء على المستوى الاجتماعي، والثقافي، أو الاقتصادي. في مساهمتها الفعالة في دعم المجتمع.
وتعول الدول المتقدمة على دور المرأة في الحفاظ على الهوية الوطنية وحماية العادات والتقاليد، والحفاظ على التوازن بين الحداثة والتمسك بالأصالة.
وتضاعف دورالمرأة في السنوات الأخيرة نتيجة لمستجدات طرأت على المجتمعات خاصة العربية خوفا من خروج عن النص وشطحات وتيارات قادمة من الخارج من خلال دعم المجتمع ومشاركتها في العمل والتعليم وثقافة المجتمع، وتدخلها في الوقت المناسب حال وجود أي أزمة تضرب البيت الصغير إلى البيت الكبير حيث الوطن .. حيث لم يعد دورها فقط بناء الأسرة وإنما تشكيله تعليميا وثقافيا وانتماءً وطنيا.
وبات المجتمع يعول عليها لأنها بطبيعتها ووظيفتها ومكانتها قادرة في قربها من أولادها ورعايتهم أن تهيئ البيئة المناسبة لنشء وشباب قادر على تحمل المسؤولية وحماية الأوطان.
فهي الأم والمربية التي تنشئ الأجيال الجديدة، وتزرع فيهم القيم الوطنية والانتماء إلى المجتمع.
كما أنها عنصرًا هامًا في تعزيز التكافل الاجتماعي، سواء عبر عملها التطوعي أو من خلال مواقفها الريادية في المشاريع التنموية، وفي العديد من المجتمعات العربية، كان للمرأة دور فعال في قيادة مبادرات مجتمعية مثل التعليم، الصحة، والرعاية الاجتماعية.
والمرأة لها الدور البارز في الحفاظ على الهوية الوطنية، و الناقل الرئيسي للثقافة والعادات من جيل إلى آخر.
تبدأ هذه المسؤولية في الأسرة، حيث تُعلم الأطفال اللغة، والعادات، والتقاليد، فهي الحامية الأولى للغة الأم، والمساهمة في غرس شعور الانتماء للوطن، إلى جانب ذلك، تظهر المرأة دورًا فعالًا في المجالات الثقافية والفنية، إذ تعبر من خلال الأدب، الموسيقى، والفن عن الهوية الوطنية
إلى جانب دورها في الحفاظ على الهوية الوطنية، تلعب المرأة دورًا أساسيًا في حماية العادات والتقاليد التي تشكل نسيج المجتمع، و تمثل حلقة الوصل بين الماضي والحاضر، من خلال نقل تقاليد الأسرة والمجتمع إلى الأجيال الجديدة.
ورغم التطورات التكنولوجية والعولمة التي أثرت على جميع المجتمعات، تمكنت المرأة من خلق توازن بين التمسك بالقيم التقليدية الأصيلة عماد الأمة وبين التكيف مع متطلبات العصر.
فهي تدير هذا التوازن من خلال تعزيز الابتكار والتطور في المجتمع، مع الحفاظ على عناصر الهوية الوطنية.
فهي في المجتمعات المعاصرة لم تعد فقط حامية للتراث، بل أيضًا رائدة في الابتكار، مما يعزز دورها في تطوير المجتمع وحمايته من الانجراف وراء قيم غير متوافقة مع الهوية المحلية.
وأضحت المرأة العربية رهان كل مجتمع وقوته وصلابته يشار فيه لدور المرأة التي تصنع الحاضر والمستقبل برؤيتها وفكرها وإيمانها بمبادئ وقيم وطنها والقومية العربية عامة.