معتقلة سورية تصف المرارة في زنازين بشار تحت قيادة تيسير محفوظ

بعد اعتقال قوى الأمن السوري، أمس الأربعاء، تيسير عثمان محفوظ ، أبرز قيادات ما يسمى “فرع 215” في سجون مخابرات النظام السابق، وتلاحقه اتهامات بقتل وإخفاء عدد كبير من السوريين إلى جانب ارتكابه عمليات سطو،استعاد الكثيرون ممن دخلوا دائرة تعذيبه شريط ذكريات مؤلمة تصيب الجسد والنفس بمرارة لاتوصف.
معتقلة تحكي التجربة القاسية
وكتبت المعتقلة السابقة في سجون الأسد، الشابة مروة الغميان، تفاصيل موجعة عن رحلة اعتقالها الثانية في فرع 215، والتي كان محفوظ أحد أهم أركانها لما تسبب به من معاناة وقهر وتعذيب.
وكتبت الغميان: في اعتقالي الثاني، اقتادوني إلى فرع الأمن العسكري 215، كنت أهبط أدراجاً لا تنتهي، أدراجاً وأنا غارقة بالظلام بسبب الطماشة، حتى فقدت القدرة على عدّ الطوابق أو تمييز الاتجاهات.
شعرت وكأنني أنحدر ببطء نحو قاعٍ سحيق، قاع لا رجعة منه، ولا ضوء في نهايته.
وأكملت أول فتاة تعتقل في الثورة السورية: أدخلوني إلى زنزانة فارغة، موحشة، صامتة كالقبر، لا ينقضي فيها الوقت.. جلست وحدي، لا أعلم ما ينتظرني، ولا ما يُراد بي.
كنت هناك، جسداً معلقاً بين الجدران، وروحاً تتخبط في العتمة، يرتجف كل ما فيّ من هول المجهول.
وأكملت الغميان: وفجأة، انفتح الباب بعنف، ودخل تيسير، المجرم الذي لا تزال ملامحه تطل من شقوق ذاكرتي، لا كما يظهر في هذه الصورة، بل كما كان في ذروة سطوته، متجبراً متلذذاً بالرعب الذي يزرعه.
لم يكن إنسانا، كان وحشاً في هيئة بشر، خطواته تسحق الصمت، وصوته يشق الروح قبل أن يمس الجسد.. في تلك اللحظة، لم أرتجف برداً ولا ألماً، بل رعباً خالصاً تسلل إلى صدري حتى خنق أنفاسي.
وأضافت: لا تسعفني الكلمات لوصف ذلك الرعب، كيف زحف كالدخان في جوفي، كيف شعرت أنني عارية من كل شيء سوى الخوف، ذاك الخوف الذي لا يرحم، الذي ينزع عنك جلدك طبقة طبقة، ويتركك تهمس في داخلك، متى ينتهي هذا الكابوس.
وأضافت: أقول له الآن: جاء دورك لتدخل تلك الزنزانة، لتعرف كيف يهوي القلب في كل لحظة، كيف ينتظر الإنسان شيئاً لا يعرفه، لكنه يعلم أنه مؤلم الآن، ستفهم كيف يرتجف الجسد قبل أن تُمسّه يد، وكيف ينام الخوف في روحك فلا يغادرها، إنها ليست شماتة، إنها عدالة تأخرت كثيراً، لكنها حين وصلت، داوت شيئاً مما تهشّم في داخلي.
اقرأ أيضا
الأمن السوري يعتقل عثمان محفوظ بمخابرات بشار الأسد
