الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : عاشق الفوضى

مازال اقتصاد العالم ينزف، وما زال عدم اليقين العالمي مسيطراً على الجميع، المستثمرون لا يثقون بمحاولات «الترقيع» الترامبية، ولا تغريهم بعض المؤشرات الخضراء في أسواق تحاول أن تخرج من غرف الإنعاش!
الرئيس الأمريكي بأسلوبه في مخاطبة العالم لا يصنع ثقة، بل يزيد الخوف عند الجميع، فأسلوب القرارات الارتجالية لا يدير اقتصاداً، ولكنه يحدث مزيداً من الإرباك، وعدم الاطمئنان، رغم كل محاولات المستشارين لإصلاح ذلك الأسلوب، حتى وصلوا إلى كتابة الإجابات للرئيس مسبقاً، والرئيس يحب كثيراً «الخروج عن النص»، ويعشق نشر الفوضى.
غازل ترامب الصين عدة مرات، وتبعه بعض الوزراء المعنيين، قالوا إن اتفاقاً قريباً بين أكبر اقتصادَين في العالم سيبرم، ورحبت الصين، فتحت ذراعيها، لأنها كما قال كبار المسؤولين، لا ترغب في حرب اقتصادية مع الولايات المتحدة، ولكن مواجهة أخرى تقع في البيت الأمريكي، بين الرئيس ومدير أو رئيس الاحتياطي الأمريكي، ووصل الأمر إلى حد التلويح بالعزل، وعادت حالة الشك لتسيطر على الأسواق، وتستنزف الأسهم وتهبط الأسعار، ومن خلفها الدولار، ولا يرتفع في ظل «المعمعة» إلا سعر الذهب، ويا حظ من اشترى الذهب منذ اليوم الأول لإشعال ترامب هذه الحرب، الأونصة ربحت 400 دولار حتى الآن، فتخيلوا كم جنى صاحب الملايين والمليارات!
الصين ليست الطرف الضعيف في هذه الحرب، ولكنها الند القوي والمتمكن والواثق من نفسه، ومع ذلك تتعامل بهدوء مع الأزمة المستحدثة حتى يوم أمس، فالواضح أن «طلعات» ترامب أخرجتها عن طورها، وطلبت خارجيتها من ترامب التوقف عن التهديد والتعنت والإكراه في تصريحاته، التي ينسف كل واحد منها ما سبقه، فالاتفاق على حلول مرضية ودائمة لا يمكن أن يتحقق من خلال ممارسة الضغط على الخصم القوي!
اقرأ أيضا
الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : خرج ولم يعد