أخبار العالمتوب

باحثون ومؤرخون : مزاعم الإبادة الأرمنية تفتقر للأدلة التاريخية

كتب – عمر أبو الحسن : 

يتفق عدد من المؤرخين والباحثين الدوليين على أن المزاعم الأرمنية المتعلقة بأحداث عام 1915 لا تستند إلى أدلة موثقة، معتبرين أن هذه المزاعم تنطوي على إنكار وتشويه للحقائق التاريخية.

ورغم مطالبة أرمينيا واللوبيات الأرمنية حول العالم تركيا بالاعتراف بما جرى عام 1915 كـ”إبادة جماعية”، تؤكد أنقرة أن تلك الأحداث كانت “مأساة” ألمّت بكلا الطرفين، وترفض وصفها بالإبادة، في ضوء ما تنص عليه اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 بشأن منع الإبادة الجماعية، والتي تشترط وجود نية لإبادة جماعة قومية أو دينية بشكل كامل أو جزئي.

تركيا تدعو لتحقيق تاريخي مشترك

تركيا، من جانبها، دعت مراراً إلى تناول هذا الملف من منظور “الذاكرة العادلة”، وهو مفهوم يدعو إلى الفهم المتبادل والاحترام لآلام الماضي بين الشعوب، كما اقترحت إنشاء لجنة مشتركة من مؤرخين أتراك وأرمن وخبراء دوليين لفحص الأرشيفات العثمانية والأرمنية وأرشيفات دول أخرى للوصول إلى الحقيقة.

مؤرخون دوليون يدحضون الرواية الأرمنية

المؤرخ الروسي أوليغ كوزنيتسوف، صاحب كتاب “تاريخ الإرهاب الأرمني الدولي في القرن العشرين”، وصف ادعاءات الأرمن بـ”التلفيق”، مؤكداً أن مصطلح “الإبادة” لا يمكن إثباته بوثائق تاريخية أو قانونية. وأشار إلى أن العصابات الأرمنية حينها كانت تنشط ضد الدولة العثمانية، ما استدعى ترحيل الأرمن بعيداً عن جبهات القتال.

أما المؤرخ الفرنسي ماكسيم غوان، فأكد أن أحداث 1915 لا تندرج تحت تعريف “الإبادة الجماعية”، مشيراً إلى إعفاء نحو 350 ألف أرمني من قرار التهجير، ووجود أوامر رسمية بحمايتهم ومعاقبة المعتدين. وأوضح أنه قضى سنوات في دراسة وثائق تلك المرحلة، واعتبر أن تقارير بعض البرلمانات الغربية بشأن “الإبادة” تفتقر للمصداقية.

باحثون من آسيا الوسطى: أكبر كذبة في القرن العشرين

الباحث الأوزبكي شهرت بارلاس، الذي أمضى ما يقارب ثلاثة عقود في دراسة نشاط الجماعات الأرمنية المسلحة، وصف مزاعم الإبادة بأنها “أكبر كذبة في القرن العشرين”، مؤكداً أنه لم يعثر في أرشيفات روسيا وتركيا وأذربيجان وأوزبكستان على ما يدعم هذه الادعاءات.

وفي السياق ذاته، أشاد رئيس الأكاديمية الجورجية للعلوم السياسية سيمون كوبادزي بموقف بلاده الرافض للاعتراف بـ”الإبادة”، داعياً إلى فحص الأحداث ضمن السياق التاريخي للحرب العالمية الأولى والصراع المسلح بين العثمانيين والجماعات الأرمنية الانفصالية.

أكاديمي أمريكي : الأرمن تجاهلوا المجازر التي ارتكبوها

البروفيسور الأمريكي ميشيل غونتر أشار إلى أن الأرمن قاموا بتمردات ومجازر قبل عام 1915، إلا أنهم يتجاهلون هذه الوقائع في سردهم للأحداث.

وأكد أن المأساة طالت كلا الطرفين، وأن كثيراً من الأتراك قضوا على يد العصابات الأرمنية، في حين تجاهلت القيادة الأرمنية دعوات تركيا لتشكيل لجنة تحقيق مشتركة.

وخلال الحرب العالمية الأولى، تعاون القوميون الأرمن مع الجيش الروسي ضد الدولة العثمانية، ونفذوا عمليات مسلحة ضد المدنيين، وهو ما دفع الحكومة العثمانية إلى إصدار قرار بترحيل الأرمن من مناطق الحرب في مايو 1915.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى