توبكُتّاب وآراء

سامي صبري يكتب لـ «30 يوم» : المخطط الكبير .. أوطان بلا حرية (3)

كشفت فى حلقتين سابقتين جانبا من المخطط الاستعمارى القديم ( الحديث) ، الذى بدأت ملامحه تتضح بمجرد إنهيار الدولة العثمانية وإنتهاءعصرالخلافة الإسلامية ، ويسعى لتنفيذ صفحاته وبنوده الرئيس الأمريكىترامب بالتعاون المسبق مع الحلفاء والحركة الصهيونية العالمية  والكيان الإسرائيلى.

عرضت تحليلا لما يدور فى عقل ترامب منذ ولايته الأولى، واسلوبه الجديد فى ولايته الثانية وإدارة العالم بالبلطجة العسكرية والإقتصادية ، بفرض الإتاوات على الأصدقاء والحلفاء قبل الأعداء ، وإبتزاز دول الخليج وتحويل نفطهم إلى مليارات تصب فى الخزانة الأمريكية؛ بحجة حماية ملوك وأمراء هذه الدول من إيران، ومن شعوبهم الجاهزة للثورة دائما ضد فسادهم وضعفهم .

واليوم أواصل القراءة فى عقل أغرب رئيسشهده العالم بعد “هتلر” النازى، يرتدى بدلة الديموقراطية، ويريد قيادة العالم بقفاز الديكتاتورية .فبعد أن أعلن إنحيازه التام للكيان الإسرائيلى ، غير مكترث بالمذابح التى تشهدها الأراضى الفلسطينية يوميا ،  فرض نظاما عالميا جديدا للضرائب أثارموجة من الركود والتضخم والإرتباك فى الأسواق والبورصات العالمية ، وقوبل بإنتقاد شديد من كل رؤساء العالم .

ولإيقاف الخطر الإيرانى ، حرك البوارج وحاملات الطائرات والصواريخ فى البحرين المتوسط والأحمر والمحيط الهندى والخليج العربى ، للضغط على نظام الملالى ، وجعله يفقد حلمه فى إمتلاك قنبلة نووية .

قالها ترامب بكل وقاحة قبل أن يجلس على مائدة المفاوضات ” وضعنا إيران أمام خيارين .. إما الحرب أوالإستسلام، وفرضنا أقصى العقوبات ، وعند إعلان الحرب لن يربح أحد بالمنطقة وستفوز أمريكا وحلفائها ، ولكي تبقى الأقوى في العالم ،عليك أن تضعف الجميع، سندمرإيران ونقلب نظامها، كما فعلنا مع الكثيرمن الدول والأنظمة الدينية والمدنية الأخرى ”

يقولها دون خجل  “ما صرفته السعودية في حربها على اليمن يعادل ما صرفته أمريكا بحرب عاصفة الصحراء( الكويت )، تدفع مليون دولار ثمنالصاروخ تدمر به موقعاً بسيطا أو سيارة لا يتجاوز ثمنها بضعة آلاف الدولارات، وفى النهاية لم تحقق شيئا ، فلجأت لنا؛ لأنها بحاجة لحمايتنا… يهمنى أن تعمل مصانع السلاح دون توقف ، لحماية مشروعنا الكبير وهو السيطرة على النفط العربى فى طريقنا الكبير للسيطرة على أوربا والصين واليابان ”

وتنفيذا  للمخطط الكبير،  لا شىء يشغل سمسار العالم ، سوى قلب الأنظمة وقتل الشعوب ، خلف شعار الديمقراطية ” لن نسمح بالإختباءخلف إصبعنا، لقد تحولت أمريكا من شرطة العالم إلى شركة كبيرة حان الوقت لكى تربح ، تبيع وتشتري ماتريد وكيفما تريد ، حكاما وشعوبا ، وتقف دائما خلف يدفع أكثر، وإن إضطرت لهدم المدن والدول ستفعل ، ولا يوجد مكان جاهز للهدم اكثر من الوطن العربى “.

هكذا يبقى الشرق الأوسط  فى عين ترامب، أفضل بيئة من السهل هدمها وإعادة بنائها بخدعة تعزيز المجد الشخصىللزعماء وتخويفهم بأن البديل جاهز دائما ، وأن  حبل المشنقة فى إستقبالهم، إذا ما توقفوا عن دفع إتاوة الحماية ولم يشتروا أسلحة أمريكا وتوجهوا لغيرها .

ووفقا للمخطط ،يجب أن تبقى شعوب المنطقة أسيرة للديكتاتورية الناعمة منزوعة الأنياب ، تتطلع للحرية ولا تعيشها أو تحياها ، والهدف تدمير أية دولة تقف فى وجه المارد الأمريكى ، ومنع إقامة أية دولة دينية قوية فى الشرق الأوسط ، سنية كانت أوشيعية .

هنا لا صوت يعلو فوق صوت البلطجة داخل أوطان غنية بمواردها، فقيرة بقادتها المتشبثين بالكرسى ، حتى ولو دفعت شعوبهم الثمن ، العيش بلا كرامة ولا حرية ولا حتى أمل فى مستقبل أفضل .

وللحديث بقية إن شاء الله ..

Samysabry19@gmail.com

 اقرأ أيضا- 

سامي صبري يكتب لـ «30 يوم» : المخطط الكبير ..عرب خونة وأغبياء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى