أخبار مصرتوبمنوعات

مناورات مصرية صينية جوية تثير قلق إسرائيل .. محللون .. ومدونون  

تواصل وحدات من القوات الجوية المصرية والصينية تدريبها المشترك “نسور الحضارة” الذي يقام لأول مرة، وأثار هذا التعاون المصري الصيني تفاعلا واسعا وتكهنات حول ما يحمله من رسائل.

وأمس أعلن المتحدث العسكري المصري انطلاق فعاليات التدريب الجوي المصري الصيني المشترك “نسور الحضارة-2025” بمشاركة عدد من الطائرات المقاتلة متعددة المهام من مختلف الطرازات والذي يتم تنفيذه على مدار عدة أيام بإحدى القواعد الجوية بمصر.

لم تمر المناورات الجوية المشتركة بين القوات الجوية المصرية ونظيرتها الصينية مرور الكرام لدى الاحتلال، خاصةً أنها الأولى من نوعها تاريخيًا، وجرت بالقرب من حدود الأراضي المحتلة، ما أثار قلقًا واضحًا عبّرت عنه صحف إسرائيلية.

ونشرت صحيفة “معاريف” العبرية تقريرا موسعا هاجمت فيه مصر على خلفية المناورات الجوية المشتركة مع الصين، وزعمت أن الطائرات المقاتلة الصينية المشاركة في التدريبات العسكرية اقتربت بشكل لافت من الحدود الإسرائيلية، في خطوة وصفتها بأنها “مثيرة للقلق”.

اللافت في تلك المناورات هي مشاركة أحدث الإنتاج الصيني من الطائرات الحربية في ظل سياق متصاعد من التوترات الإقليمية، ويضاف إلى إلى القلق الإسرائيلي المتزايد الذي سببه الحشد العسكري المصري الأخير في شبه جزيرة سيناء، بحسب قول الصحفيفة العبرية.

التقرير أشار إلى أن العلاقات الثنائية شهدت أياما متوترة منذ بدء الحرب في قطاع غزة، معبرة عن مخاوف إسرائيلية من احتمال تدفق سكان غزة إلى سيناء وانهيار الحدود مع إسرائيل.

ولفتت الصحيفة إلى أن التقارير العسكرية الأخيرة تحدثت عن نشر مصر لأعداد كبيرة من القوات في سيناء، بطريقة أثارت “الدهشة” في الأوساط الإسرائيلية، ودفعت بعض الخبراء إلى القول بأن هذه التحركات قد تشكل “انتهاكاً” لبنود اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين.

وذكرت وزارة الدفاع الصينية أن هذه المناورات المشتركة مع مصر هي الأولى من نوعها في التاريخ، وشارك في التدريبات طائرات مقاتلة متطورة من طراز J-10C التابعة للقوات الجوية الصينية، بالإضافة إلى طائرات التزود بالوقود جواً من طراز YU-20، وطائرات الإنذار المبكر KJ-500، إلى جانب عشرات الطائرات الأخرى.

ونقلت الصحيفة عن خبير صيني قوله لصحيفة “جلوبال تايمز” أن هذه الطائرات المقاتلة تمثل المعدات القتالية الرئيسية والأكثر تطورا في الجيش الصيني.

في سياق متصل، انضمت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى إلى دائرة التحذير من هذه المناورات. فقد بثت هيئة البث الإسرائيلية عبر قناة “كان 11” تقارير تحذيرية، زعمت فيها أن التدريبات تجري في مناطق قريبة من الحدود الإسرائيلية.

أما موقع “srugim” الإخباري الإسرائيلي، فقد نشر تقريرا خاصا تحت عنوان “عشرات الطائرات المقاتلة من مصر والصين تثير قلق إسرائيل”، مصحوبا بمقطع فيديو وصفه بأنه “مثير للقلق”.

وأضاف الموقع أن هذه التطورات تأتي بعد أشهر من المخاوف الإسرائيلية من الحشد العسكري المصري على الحدود، مما يضيف “سببا جديدا للقلق” لدى القيادة الإسرائيلية.

وانطلقت في مصر فعاليات التدريب الجوي المشترك “نسور الحضارة-2025” بين القوات الجوية المصرية ونظيرتها الصينية والذي يُنفذ على مدار أيام بإحدى القواعد الجوية

المدونون يتفاعلون

وتفاعل مدونون على وسائل التواصل الاجتماعي مع هذا التدريب، وقال أحد المعلقين باسم “أحمد”: “بعد انتهاء مناورات وتدريبات جسر الصداقة مع روسيا، مصر تضرب من جديد، انطلاق المناورات المصرية الصينية نسور الحضارة 2025 على أرض مصر، ورسائل مصرية في السماء مع الصين غير مسبوقة تقلق واشنطن وإسرائيل.

خيار الردع الأكثر فاعلية

وقال اللواء نصر سالم، الخبير في العلوم الاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية، أن هذا النوع من التعاون العسكري يمثلا نهجا مدروسا للحفاظ على الأمن القومي دون الانخراط في حروب ميدانية مكلفة.

وأشارسالم – في تصريحات تليفزيونية -إلى أن حماية الحدود والسيادة لا تتحقق فقط عبر الاستعداد للحرب، بل من خلال اتباع استراتيجيات تمنع الخصم من التفكير أصلًا في التهديد، مشددًا على أن تكلفة الحرب تبقى باهظة حتى وإن حقق الجيش النصر، لذلك فإن الخيار الأكثر فعالية يتمثل في الردع، الذي يُجبر أي طرف معادٍ على التراجع قبل الإقدام على أي خطوة عدائية.

استعراض .. ورسائل قوية

وأكد أن هذه الاستراتيجية لا تتحقق إلا بامتلاك ترسانة عسكرية متقدمة، وجيش يتمتع بكفاءة تفوق قدرات الخصم، مشيرًا إلى أن استعراض القوة من خلال المناورات المحلية والعروض العسكرية له أثر، إلا أن التدريبات المشتركة مع دول تمتلك جيوشًا متقدمة تبقى الأقوى تأثيرًا، وتبعث برسائل مباشرة لأي طرف قد يفكر في زعزعة الأمن المصري.

وأوضح اللواء نصر سالم أن مصر استوعبت درسًا مهمًا منذ عام 2013، عندما واجهت قيودًا على توريد الأسلحة وقطع الغيار من مصدر واحد، وهو ما دفع القيادة لاتخاذ قرار استراتيجي بتوسيع دائرة التسليح، والانفتاح على قوى عسكرية عالمية في الشرق والغرب على حد سواء.

وفي هذا السياق، لفت إلى أن التعاون مع الصين، صاحبة ثالث أقوى جيش عالميًا، يعزز هذا التوجه الاستراتيجي، خاصة وأنها تمتلك أسطولًا من الطائرات الحربية ذات قدرات تضاهي نظيراتها الأمريكية، ما يجعل الشراكة معها إضافة نوعية لمنظومة الدفاع المصري.

واعتبر أن هذا التمرين العسكري المشترك ليس فقط تدريبًا تقنيًا، بل رسالة سياسية وعسكرية شديدة الوضوح، تعكس امتلاك مصر لعلاقات متوازنة، وقدرات ردع فعلية تضعها في مكانة إقليمية لا يمكن تجاهلها.

 رسالة للعالم .. السماء لن تكون كما كانت – شاهد- اضغط على اللينك:

https://www.facebook.com/watch/?v=1320274665726943

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى