داليا البيلي تكتب لـ «30 يوم» : عيد القيامة المجيد في الكويت .. لقاء المحبة والسلام

لم يعد عيد القيامة المجيد مجرد مناسبة دينية تخص الطائفة القبطية الأرثوذكسية في الكويت، بل تحوّل بفضل حكمة ومحبة الأب الجليل القمص بيجول الأنبا بيشوي إلى احتفال يحمل طابعًا وطنيًا واجتماعيًا وإنسانيًا، تتجلى فيه أسمى قيم المحبة، والتسامح، والتعايش بين أبناء الجاليات المختلفة، وعلى رأسهم المصريون والكويتيون، مسلمون ومسيحيون على حدٍ سواء.
من طقس كنسي إلى رمز للوحدة المجتمعية
يحمل عيد القيامة في جوهره معنى القيامة من الألم، والانتصار على الظلم، وتجدد الأمل.
وفي سياق الجالية المصرية في الكويت، اتخذ هذا المعنى بُعدًا خاصًا، إذ أصبح رمزًا لنهضة الوعي الجمعي، ووحدة الصف، وتجدد روابط المحبة بين المصريين أنفسهم من جهة، وبينهم وبين المجتمع الكويتي من جهة أخرى.
فقد بات الاحتفال بهذا العيد المجيد، برعاية الأب بيجول، نموذجًا مصغرًا لما يمكن أن يكون عليه العيش المشترك في أوضح صوره: تبادل للتهاني بين الأديان، حضور مشترك في الاحتفالات، وحرص من الكويتيين – قيادةً وشعبًا – على مشاركة إخوانهم المسيحيين المصريين فرحتهم في واحدة من أهم المناسبات الروحية.
الأب بيجول .. جسر روحي وإنساني بين الشعوب
الأب بيجول الأنبا بيشوي لم يكن فقط راعيًا للكنيسة، بل صار رمزًا روحيًا وإنسانيًا يجمع الناس حوله بمحبة صادقة ورؤية وطنية شاملة. فهو الذي فتح أبواب الكنيسة للجميع، مسلمين ومسيحيين، مصريين وكويتيين، ليكون بيت الرب ملتقى للمحبة لا للتمييز، ومصدرًا للتسامح لا للتفرقة.
بكلماته الهادئة، وصلاته الدافئة، وحضوره الوطني الصادق، جعل الأب بيجول من الكنيسة القبطية بالكويت منارة تشع نورًا يلامس القلوب، ويعكس وجه مصر الحقيقي: وطن المحبة والتنوع والتكامل.
عيد القيامة .. رسالة حب من أرض الكويت
يتجلى عمق العلاقة بين المصريين والكويتيين في حرص الكثير من الكويتيين – من مثقفين وشخصيات عامة وأفراد من المجتمع – على تقديم التهاني ومشاركة الأجواء الاحتفالية بعيد القيامة، في دلالة صادقة على عمق روابط الأخوة بين الشعبين.
ويعبّر هذا المشهد عن تفاعل حضاري وإنساني يعكس ما تتمتع به دولة الكويت من روح انفتاح وقيم أصيلة، تقابلها مشاعر امتنان ووفاء من الجالية المصرية التي ترى في الكويت وطنًا ثانيًا احتضن أبناءها وفتح لهم أبواب الخير والأمان.
الخاتمة .. عيد القيامة المجيد .. احتفال مصري كويتي في قلب الإنسانية
في ظل القيادة الروحية الملهمة للأب الغالي بيجول، تحوّل عيد القيامة في الكويت إلى أكثر من مجرد مناسبة دينية. أصبح موعدًا سنويًا يبعث برسائل سامية للعالم: رسائل محبة، وحدة، تعايش، وتآخي بين أبناء البشر، تحت مظلة الوطن، وأمام الله الذي يجمع ولا يفرق.
وهكذا، ومن أرض الكويت، تتجدد قيامة الروح، وقيامة الأخلاق، وقيامة الوطن المشترك الذي يجمع المصري والكويتي في كرامة واحترام متبادل، على درب البناء والمحبة والسلام.