قلق إسرائيلي بعد الجولة الثانية من المحادثات الأمريكية الإيرانية .. الأسباب وردود الأفعال

كشفت إسرائيل عن قلقها بعد الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين، في روما، التي انتهت باتفاق على البدء في وضع إطار عمل لاتفاق نووي محتمل.
جاء القلق الإسرائيلي من احتمال تراجع حزم الإدارة الأمريكية تجاه إيران.
وأعلنت سلطنة عمان، التي تتوسط بين البلدين، أن المحادثات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق ملزم يضمن إخلاء إيران تماماً من الأسلحة النووية، ورفع العقوبات عنها، مع الحفاظ على قدرتها على تطوير الطاقة النووية السلمية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في خطابه بعد ساعات من انتهاء المحادثات الأمريكية – الإيرانية، إنه ملتزم بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية.
وأفاد موقع «إسرائيل هيوم»، نقلاً عن مصدر مقرّب من البيت الأبيض، أن المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران يُتوقع أن تنهار قريباً. وذكر مصدر إسرائيلي غير حكومي أنه أجرى محادثة مع مسؤول أمريكي رفيع المستوى، أكّد خلالها الأخير أنه لا داعي لإسرائيل للقلق من التقدّم الحاصل في المحادثات مع إيران. وبحسب المسؤول الأمريكي، فإن المفاوضات ستنهار على الأرجح بمجرد أن تعرض واشنطن قائمتها الكاملة من المطالب.
وأضاف المصدر أن الحديث تركز على المحادثات الجارية بين المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف والممثلين الإيرانيين بشأن البرنامج النووي الإيراني، مؤكداً مجدداً أن إسرائيل ليست بحاجة إلى الخشية من هذه التطورات.
وقال المصدر الإسرائيلي، نقلاً عن مسؤول أمريكي، إن الرئيس ترامب يُدرك تماماً خطر إيران ويدير المفاوضات بطريقته الخاصة. ورجّح المسؤول الإسرائيلي أن تنهار المحادثات مع إيران خلال أسابيع، بمجرد عرض واشنطن مطالبها الكاملة، التي تشمل تفكيك البرنامج النووي وفق النموذج الليبي، ووقف تطوير الصواريخ الباليستية، وإنهاء أنشطة وكلاء إيران في الشرق الأوسط.
وأضاف المصدر: علينا أن نترك لترامب حرية التصرف، فهو يعرف ما يفعل، مؤكداً أن الولايات المتحدة لم تتنازل عن المطالب الأساسية التي وضعتها إدارة ترمب.
وتُصر إسرائيل على أن أي مفاوضات مع إيران يجب أن تؤدي إلى التفكيك الكامل لبرنامجها النووي.
جاء ذلك في وقت أفادت فيه وكالة «رويترز» عن مسؤول إسرائيلي، ومصدرين مطلعين، أن إسرائيل لا تستبعد شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، على الرغم من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أبلغ نتنياهو بأن الولايات المتحدة غير مستعدة حالياً لدعم مثل هذه الخطوة.
وعلى مدار الأشهر الماضية، اقترحت إسرائيل على إدارة ترمب سلسلة من الخيارات لمهاجمة منشآت إيران، بعضها مُخطط له في أواخر الربيع والصيف، وفقاً للمصادر.
وتقول المصادر إن الخطط تشمل مزيجاً من الغارات الجوية وعمليات للقوات الخاصة تتفاوت في شدتها، ومن المرجح أن تعوق قدرة طهران على استخدام برنامجها النووي لأغراض عسكرية لأشهر أو عام أو أكثر. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، يوم الأربعاء، أن ترمب أبلغ نتنياهو في اجتماع بالبيت الأبيض، في وقت سابق من هذا الشهر، بأن واشنطن تريد إعطاء الأولوية للمحادثات الدبلوماسية مع طهران، وأنه غير مستعد لدعم توجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية على المدى القصير.
ونفى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر التقارير عن تدخل ترامب لوقف عملية إسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وقال ساعر، في حديث لصحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية: أنا عضو في مجلس الأمن المصغر وجميع المنتديات الحساسة، ولا أتذكر اتخاذ مثل هذا القرار،لا أعتقد أن قراراً كهذا تم اتخاذه، لكن إسرائيل ملتزمة بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي،وإذا أمكن تحقيق هذا الهدف دبلوماسياً، فنحن نقبل بذلك.
وأعرب ساعر عن قلقه من احتمال تراجع حزم الإدارة الأمريكية المقبلة تجاه إيران، لكنه أشار إلى منشور للمفاوض الأمريكي ستيف ويتكوف، على منصة «إكس»، الأسبوع الماضي، أكد فيه أنه يسعى إلى تفكيك المشروع النووي الإيراني، سواء في جانب التخصيب أو التسلح.
وقال ساعر: أعتقد أن الإدارة الحالية ملتزمة بالتعامل مع هذا الملف، وقد وضعته ضمن أولوياتها، والأهم من ذلك هو الهدف، يجب ألا تمتلك إيران سلاحاً نووياً.
وأضاف: لقد رأينا كيف ساعدت إيران روسيا خلال حربها في أوكرانيا، بالأسلحة والطائرات المسيرة والمعلومات الاستخباراتية، محذراً من الخطر الكبير في تمكين أكثر الأنظمة تطرفاً في العالم من امتلاك أخطر سلاح في العالم.
وأكد أن الصواريخ الإيرانية قادرة بالفعل على الوصول إلى أوروبا.
وحذر ساعر من انتشار نووي في المنطقة إذا امتلكت إيران سلاحاً نووياً، قائلاً: سيبدأ سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط وستكون لذلك تداعيات خطيرة على الأمن، ليس المنطقة فقط، بل العالم.
وأكمل: إيران هاجمت إسرائيل مرتين بمئات الصواريخ، وتستخدم وكلاء مثل حزب الله وحماس والحوثيين لزعزعة استقرار الشرق الأوسط بأكمله، وإذا كانت قد فعلت كل هذا دون غطاء نووي، فماذا يمكن أن تفعل إذا حصلت على مظلة نووية؟.
لافتا، أن إيران لا تفي بالتزاماتها الدولية: إيران سخرت دوماً من التزاماتها، ولا أستبعد أن تسعى لاتفاقات جزئية لتفادي الحلّ الجذري. نحن نتحدث مباشرة مع الأمريكيين، وكذلك مع أصدقائنا الأوروبيين، إيران الآن في موقع ضعف نسبي، ويجب استغلال هذا لتحقيق الهدف، لا أن نمنحها مهلة حتى تتغير الظروف.
وقالت «قناة 14» الإسرائيلية إن الاتفاق الجديد الجاري التفاوض عليه قد يكون أفضل للإيرانيين، من ذلك الذي وُقّع في عهد أوباما، على الرغم من تصريح ترامب بموقف صارم تجاه طهران.
وأضافت: من المتوقع رفع العقوبات، وضخّ المليارات، وعودة النشاط لأذرع الإرهاب، من (حماس) حتى الحوثيين، كما أن وكلاء إيران ما زالوا نشطين في العراق واليمن حتى أفريقيا، ما يشير إلى أن الخطر لم يزُل، بل يعاود التصاعد، هناك خبراء يصلون، ومعدات تُهرب، والمال لا يزال موجوداً. ليس بالكميات التي كانت في الماضي، لكنه كافٍ تماماً لإبقاء المنظومة حيّة وتتنفس.
وذكرت «القناة الـ13» الإسرائيلية أن «القيادة الإسرائيلية تتابع تطورات المفاوضات، وتضغط على واشنطن لعدم توقيع اتفاق يسمح لإيران بالحصول على قدرات نووية، حتى لو كانت مدنية.
وأضافت: يرغب كثير من المسؤولين الإسرائيليين في فشل هذه المحادثات، أو أن تترافق مع تهديد أمريكي باستخدام القوة.