اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري ونظيرة العماني .. وإشادات عالمية بدبلوماسية السلطنة

أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اتصالًا هاتفيًا بوزير الخارجية العماني بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي .
تبادل الوزيران خلال الاتصال وجهات النظر بشأن عدد من التطورات الإقليمية، من بينها المحادثات بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية في مسقط.
وأعرب الوزير بدر عبد العاطي عن تقدير مصر العميق للدور الذي تضطلع به سلطنة عُمان في تعزيز الحوار وتشجيع المسارات الدبلوماسية، مؤكداً دعم القاهرة لكل الجهود الهادفة إلى ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة عبر حلول السلمية والحكيمة.
من ناحية أخرى ،رحبت دول العالم، بالنجاح الدبلوماسي الذي حققته سلطنة عُمان بعد انتهاء جولة المباحثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، ووصف الطرفين المباحثات بأنها “بناءة” ويمكن البناء عليها للمرحلة القادمة.
وعكست ردود الفعل العربية والعالمية الثقل السياسي العماني ونضج دبلوماسيتها. وتلقت سلطنة عُمان ترحيبا واسعا من عدد من الدول العربية والدولية عقب استضافتها الجولة الأولى من المحادثات رفيعة المستوى بين أمريكا وإيران.
وعبرت الدول من خلال بيانات رسمية واتصالات مباشرة مع بدر بن حمد البوسعيدي، وزير الخارجية، عن تقديرها الكبير للدور العُماني في تهيئة مناخ الحوار ودعم استقرار المنطقة.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن المحادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي “تمضي على نحو جيد”.
وأضاف في تصريحات للصحفيين على متن طائرة الرئاسة “اعتقد أنها تمضي على نحو جيد، لا شيء يهم حتى تنتهي المحادثات، لذلك لا أحبذ الحديث عنها. لكنها تمضي على ما يرام، اعتقد أن الأمور مع إيران تسير على نحو جيد للغاية”.
البيت الأبيض يشكر سلطنة عمان
وأعرب البيت الأبيض عن شكره العميق لسلطنة عُمان، مشيرا إلى أن مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص، ستيفن ويتكوف، أجرى في مسقط محادثات مع وزير الخارجية الإيراني الدكتور عباس عراقجي. ووفقا لبيان البيت الأبيض: “المناقشات كانت إيجابية وبنّاءة للغاية وتُعد خطوة مهمة نحو تحقيق نتيجة تعود بالنفع على الجانبين اللذين اتفقا على عقد اجتماع آخر يوم السبت المقبل”.
من جانبه، أعرب الدكتور عباس عراقجي عن شكره لسلطنة عُمان، مؤكدًا: “أجرينا جولة بنّاءة وواعدة من المحادثات مع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف في أجواء يسودها الاحترام المتبادل، واستضافها وتوسّط فيها معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير خارجية سلطنة عُمان”. وأضاف أن الطرفين اتفقا على مواصلة الجهود خلال الأيام المقبلة.
وفي بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية المصرية، رحبت مصر بالمحادثات وأكدت دعمها “الكامل للجهود العُمانية الصادقة”، وشددت على أهمية تغليب الحوار على التصعيد، مؤكدة أن “سياسة التصعيد لا تزيد الوضع في المنطقة إلا اشتعالا”. وأشارت إلى تطلعها لأن تفضي المفاوضات إلى “تدشين مرحلة جديدة تسهم في تحقيق التهدئة وخفض التوترات بالمنطقة”.
كما رحبت السعودية بالمحادثات وأكدت دعمها الكامل لنهج الحوار. وأوضحت أن المملكة “تتطلع لأن تُفضي نتائج المحادثات إلى دعم العمل المشترك لتعزيز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم”، في حين أكد فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي خلال اتصال هاتفي مع بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، على تقدير المملكة لما تبذله سلطنة عُمان من جهود.
وفي الإمارات عبر الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية عن “بالغ تقدير دولة الإمارات العربية المتحدة للدور الإيجابي والمساعي الحكيمة التي تضطلع بها سلطنة عُمان”، مؤكدا أن هذه الجهود تسهم في “تهيئة مناخ داعم للتفاهم وتعزيز الثقة بين الأطراف”.
من جانبها ثمنت البحرين الجهود الدبلوماسية العُمانية، مؤكدة دعمها “للمبادرات الرامية إلى حلّ الخلافات وتسوية النزاعات بالطرق السلمية”، فيما أشار وزير الخارجية البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني، خلال اتصال هاتفي، إلى أهمية الدور العُماني في تعزيز بيئة الحوار الإقليمي.
وأشادت قطر بـ”الروح الإيجابية التي سادت المحادثات”، مشيرة إلى “الدور البنّاء الذي قامت به سلطنة عُمان”، قبل أن يعود الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري ويؤكد في اتصال هاتفي دعم قطر الكامل للجهود العُمانية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار.
من جانبها، أشادت دولة الكويت بمساعي سلطنة عُمان وجهودها الدبلوماسية، مؤكدة أن هذه الجهود “تعزز السِّلم والأمن والاستقرار في المنطقة”، كما أكد وزير خارجية الكويت عبدالله علي اليحيا دعمه لمساعي الحوار التي تتوسط فيها سلطنة عمان بين واشنطن وطهران.
وأثنت الأردن على الدور العُماني، واعتبرته مسؤولا وفاعلا في تقريب وجهات النظر وتعزيز المسارات السلمية، مشددة على دعمها الكامل لجهود سلطنة عُمان في تهيئة الأجواء الملائمة للحوار.
وعبر جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عن ترحيبه باستضافة سلطنة عُمان للمحادثات، وقال: “إنّ دول مجلس التعاون تسعى دائما إلى إيجاد حلول سلمية للنزاعات، وتقديم المبادرات التي تصب في مصلحة شعوب المنطقة والعالم”، مؤكدا أن هذه الخطوة “تفتح آفاقا جديدة للتعاون وتُسهم في استقرار المنطقة”.
كشفت الإشادات الدولية والإقليمية عن تأييد واسع للدور العماني في هذه المفاوضات ليس فقط باعتباره وسيط في محادثات سياسية شديدة الحساسية ولكن باعتبار سلطنة عُمان فاعل موثوق ورصين في هندسة الحلول وبناء الجسور في الإقليم، وأن سلطنة عُمان، بدبلوماسيتها الهادئة، تثبت مرة أخرى أنها بيت الثقة ومركز التوازن في زمن تتزاحم فيه الأزمات وتقل فيه مساحات التفاهم.