الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : انقلاب ماسك

الداعم الأول، وأكثر شخص راهن على دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، من لم يبخل بأمواله وبسمعته، ومن قبل بأن يكون عوناً للرئيس الجديد الذي قال إنه الذراع اليمنى له، ومن شارك في تطبيق أجندة الكفاءة الحكومية، وتحمل اللوم والعداوات، هذا الرجل شعر بأن سفينة ترامب ذاهبة نحو مركز العاصفة فانسحب.
إنه ايلون ماسك أغنى أغنياء العالم، من ظن المتضررون بعد قرارات يوم التنصيب وما تلاها أنه وراء كل ذلك، فوجهت له الاتهامات، وأحرقت سيارات «تسلا» التي يملك غالبية أسهمها، ووجهت له الشتائم في الميادين ووسائل التواصل، فإذا به في أواخر مارس، وقبل أيام من إشعال ترامب للحرب الاقتصادية العالمية خرج «ماسك» من البيت الأبيض، وقال الرئيس إنه يريد أن يتفرغ لأعماله، وسيستمر قريباً منه في الفترة القادمة، وصدق الجميع هذا «التسبيب»، ولكن الأيام والأفعال «الترامبية» كشفت ما كان خافياً.
الرجل الذي كان صديقاً لم يعد كذلك، وتخليه عن المهمة الحكومية لم يكن بسبب أعماله، بل هرباً من تحمل مسؤولية المشاركة في كارثة ستدمر الكثير، وبات واضحاً بأنه نصح رئيسه وصديقه بعدم الإقدام على إشعال حرب حياة أو موت تحت مسمى «الرسوم الجمركية»، وتصادم مع من أقنعوا الرئيس بها، وعلى رأسهم المستشار التجاري الذي قال عنه قبل يومين «إنه أحمق»، وعندما وجد الرئيس المحب للإثارة والاندفاع العبثي مصراً على خوض هذه الحرب نأى بنفسه.
وما زلنا في البداية، ما شهدناه وسمعناه حتى اليوم مقدمة للآتي، والآتي لا يبشر بالخير، ولا يترك مجالاً للتوقع والاحتمالات، فالتهور يصنع مزيداً من التهور، والتكبر يولد تكبراً عند كل من تمسه قرارات ترامب، وسيخرج من يرفضها ويحاربها في الداخل والخارج، ليس من الأعداء، بل من الأصدقاء والحلفاء، وحتى من الحزب الجمهوري الذي يمثله الرئيس، وما قاله حاكم ولاية كاليفورنيا الثلاثاء يعكس بعضاً من الرفض الداخلي ولم يقصر في هجومه شديد اللهجة ضد الرئيس.
اقرأ أيضا
الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : ماعادت القمة مستقرة