ترامب يعلن الحرب على العالم تجاريًا .. الليلة
تترقب أسواق المال والاقتصاديون قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية في حدود 20% على معظم الواردات الأمريكية لتدخل حيز التنفيذ فور إعلانها.
سيعلن ترامب عن الرسوم الجمركية الجديدة اليوم رسمياً في الساعة الرابعة مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة “10 مساءً بتوقيت القاهرة”.
وأطلق ترامب مرارًا على “الثاني من أبريل” اسم “يوم التحرير”، واعداً بفرض مجموعة من الرسوم الجمركية، على الواردات من دول أخرى، والتي يقول إنها ستُحرر الولايات المتحدة من الاعتماد على السلع الأجنبية.
من المقرر أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الليلة عن فرض رسوم جمركية جديدة، وذلك خلال فعالية في حديقة الورود بالبيت الأبيض .
من المتوقع أن تتضمن هذه الإجراءات تعرفات واسعة النطاق على السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة، في خطوة قد تؤثر على الأسواق والتجارة العالمية.
وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الرسوم الجمركية الجديدة تهدف إلى تحقيق “المعاملة بالمثل”، أي أنها ستُفرض على واردات الدول التي تضع حواجز تجارية أمام المنتجات الأمريكية، والتي يعتبرها البيت الأبيض غير عادلة.
وقد أثارت حالة عدم اليقين بشأن هذه التعرفات ومخاوف تأثيرها على الاقتصاد تقلبات في سوق الأسهم خلال الأسابيع الماضية.
من المتوقع أن يصوت مجلس الشيوخ الأمريكي في وقت لاحق اليوم على قرار تقوده الديمقراطيون لإلغاء “حالة الطوارئ الوطنية” التي أعلنها ترامب من أجل إيجاد مبرر قانوني لفرض الرسوم الجمركية على كندا.
وقال السيناتور تيم كاين “ديمقراطي-فيرجينيا” للصحفيين في وقت سابق إن السيناتور ميتش ماكونيل (جمهوري-كنتاكي) أشار إلى أنه يخطط لدعم القرار.
كما أبدى 3 سيناتورات جمهوريين آخرين -ليزا موركوفسكي (ألاسكا)، سوزان كولينز (مين) وراند بول (كنتاكي) -خططهم لدعم الإجراء.
القرار يعد رمزياً إلى حد كبير، لأنه لا يزال بحاجة للمرور عبر مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون ويتطلب توقيع ترامب ليصبح قانوناً.
ومع ذلك، فإن مرور القرار في مجلس الشيوخ بدعم من بعض الجمهوريين -في نفس اليوم الذي يكشف فيه ترامب عن خطته للرسوم الجمركية- سيكون بمثابة انتقاد لسياسة ترامب بشأن الرسوم.
انتقد السيناتور بيتر ويلش، عضو لجنة المالية بمجلس الشيوخ، سياسات الرسوم الجمركية التي يتبناها ترامب، محذراً من أن “حربه التجارية غير المدروسة لن تؤدي إلا إلى رفع الأسعار على المستهلكين.
ويقول ويلش، الديمقراطي عن ولاية فيرمونت، في بيان قبل ساعات من الكشف عن ما يسمى بالرسوم الجمركية المتبادلة في البيت الأبيض: يوم التحرير المزعوم لترامب سيُدخل الاقتصاد العالمي في حالة اضطراب وسيترك الأمريكيين يتحملون العبء.
ويضيف ويلش: لا ينبغي لنا أن نفرض رسوماً جمركية شاملة على حلفائنا وشركائنا التجاريين القدامى،العلاقات الاقتصادية الوثيقة لأميركا مع شركائنا التجاريين مبنية على الثقة.
وقال :هذه الرسوم الجمركية المتقطعة مدمرة للغاية وغير ضرورية على الإطلاق، الرئيس ترامب يضر بمُزارعينا وشركاتنا وعامة العاملين اليوميين.
وحذّر بعض منتجي التكيلا من تداعيات الرسوم الجمركية الجديدة على أعمالهم، لكن شركة Suerte Tequila، التي تتخذ من كولورادو مقراً لها، أكدت أنها لن ترفع الأسعار لتعويض أثر الرسوم.
وقال لورنس سبيواك، الرئيس التنفيذي للشركة: “هوامش أرباح التكيلا أقوى من أي وقت مضى.
ومع ذلك، قد تتأثر الصناعة بأكملها في حال فرض رسوم على الواردات المكسيكية.
فقد استوردت الولايات المتحدة في 2024 ما قيمته 5.2 مليار دولار من التكيلا و93 مليون دولار من الميسكال من المكسيك، وفقاً لمجلس المشروبات الروحية المقطرة في الولايات المتحدة.
وأعلن رئيس وزراء أونتاريو، دوغ فورد، أنه مستعد لإزالة الرسوم الانتقامية المفروضة على المنتجات الأمريكية فوراً، في حال قرر الرئيس دونالد ترامب إلغاء الرسوم الجمركية الثقيلة التي فرضتها الولايات المتحدة على السلع الكندية.
وقال فورد في مقابلة مع CNBC: “نحن مستعدون لإلغاء هذه الرسوم في اللحظة نفسها إذا أعلن ترامب إزالة الرسوم التي فرضها.”
وكانت كندا قد فرضت رسوماً جمركية بنسبة 25% على بضائع أميركية تتجاوز قيمتها 20 مليار دولار، وذلك رداً على الرسوم التي فرضتها إدارة ترامب على واردات الصلب والألمنيوم.
بالإضافة إلى ذلك، فرضت أوتاوا رسوماً مضادة بنسبة 25% على سلع أميركية بقيمة 30 مليار دولار، رداً على فرض ترامب تعريفات جمركية واسعة النطاق على الواردات الكندية.
وقد تكون سلوفاكيا، الدولة غير الساحلية الواقعة شرق النمسا، الأكثر تضرراً من الرسوم الجمركية الجديدة على السيارات التي أعلن الرئيس دونالد ترامب أنها ستدخل حيز التنفيذ اعتباراً من الخميس المقبل.
وأوضح خبراء اقتصاديون في بنك ING الهولندي، هما إنغا فيشنر وريكو لومان، في مذكرة بحثية حديثة أن “قطاع السيارات الألماني في قلب العاصفة، وهو الأكثر تعرضاً لهذه الرسوم من حيث القيمة، مع تأثر شركات كبرى مثل فولكسفاغن، وبي إم دبليو، ومرسيدس، وبورش.”
لكنهم أضافوا: “سلوفاكيا، التي تحتضن العديد من مصانع السيارات، هي الأكثر انكشافاً من حيث إجمالي حجم الصادرات إلى الولايات المتحدة.
وتُعد سلوفاكيا، التي يبلغ عدد سكانها 5.4 مليون نسمة، أكبر منتج لسيارات للفرد الواحد في العالم، ما جعلها تُعرف بـ”ديترويت أوروبا”.
وتعتمد البلاد بشكل كبير على التجارة مع الولايات المتحدة، حيث تمثل صادرات السيارات جزءاً كبيراً من تعاملاتها التجارية مع واشنطن.
