أخبار مصرتوب

نسائم الجمعة .. فضل العشر الأواخر من رمضان وكيفية إحيائها

بدأت العشر الأواخر من رمضان مع غروب شمس اليوم الخميس.

و كان النبي- صلّ الله عليه وسلم: إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيى ليله وأيقظ أهله وشد مئـزره”.

وفي رواية عن مسلم “كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره”، وينبغي للمسلم أن يجد ويجتهد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان بكثرة الصلاة وقراءة القرآن والذكر والاستغفار وطلب عفو الله ورحمته ورضوانه، وأيضًا لعله يوافق ليلة القدر فلا يشقى بعدها أبدًا.

ويعد اجتهاد النبي صلّ الله عليه وسلم- في العشر الأواخر من رمضان فوق ما كان يجتهد في غيرها، من فضائل العشر الأواخر.

ومن ذلك أنه كان يحيي الليل فيها، كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت:

كان النبي صلّ الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله»، ويحتمل أن المراد إحياء الليل كله، ويحتمل أن يراد بإحياء الليل إحياء أغلبه، وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «وما رأيت رسول الله صلّ الله عليه وسلم قام ليلةً حتى الصباح».

و من فضائل العشر الأواخر من رمضان أن فيها ليلة القدر، التي خصها الله تعالى بخصائص، منها:

* أنزل الله تعالى القرآن الكريم في العشر الأواخر من رمضان، «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ».

*ووصف الله تعالى ليلة القدر بأنها خير من ألف شهر في قوله تعالى: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ»

* ووصف الله تعالى ليلة القدر بأنها مباركة في قوله: «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ» (الدخان)

*في ليلة القدر تنزل فيها الملائكة والروح، أي: يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة كما يتنزلون عند تلاوة القرآن، ويحيطون بحلق الذكر، والروح هو جبريل عليه السلام خصه بالذكر لشرفه.

* ليلة القدر هي ليلة سلام، أي: سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا أو أذًى، وفيها السلامة من العقاب والعذاب بما يقوم به العبد من طاعة الله عز وجل.

*في ليلة القدر «فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» (الدخان: 4) أي: يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السَّنَةِ، وما يكون فيها من الآجال والأرزاق، وما يكون فيها إلى آخرها.

* الله تعالى يغفر لمن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا ما تقدم من ذنبه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه»، وليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان.

كيفية إحياء العشر الأواخر

لإحياء العشر الأواخر من رمضان ،العزم على التوبة عند إحياء العشر الأواخر من رمضان المباركة، والإكثار من الدعاء والاستغفار للمؤمنين والمؤمنات، والإقبال على الله عز وجل بكل جوارحك، حتى يصفو عقلك وقلبك من كل شيء سوى الله عز وجل.

ومن أفضل القربات في هذه الليالي العظيمة التكافل والتراحم والبذل والعطاء وقضاء الحوائج والإنفاق في سبيل الله، حيث تتجسد معاني الرحمة والرأفة والإنسانية في هذه الأوقات الفاضلة، حيث يقول الحق سبحانه: “وَسَارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ من رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”، ويقول نبينا صلّ الله عليه وسلم: “أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنَا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا”.

ويقول صلّ الله عليه وسلم: مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا وَمَلَكَانِ يَنْزِلَانِ ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا : اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا ، وَيَقُولُ الآخَرُ : اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا.

والابتعاد عن المشاحنة مطالبة بالعفو عن كل مَن أخطأ في حقك، والتركيز على “الكيفية”، فليس المهم أن تنهي 100 ركعة وقلبك ساهٍ لاهٍ، الإخلاص في الدعاء والقيام أهم من عدد الركعات التي يكون قلبك فيها مشغولًا بغير الله، وأيضًا ضرورة الحرص على الطهارة طوال هذه الليلة ما تيسر ذلك.

في العشر الأواخر من رمضان تيقن من إجابة دعائك فإن عدم اليقين باستجابة الدعاء يُشكل حاجزًا، كن على يقين من أن الله سيستجيب دعاءك ويتقبل منك، والإلحاح والإصرار على الدعاء فإن الله عز وجل يحب العبد المُلِح بالدعاء، واستغفر الله عز وجل من كل ذنب ارتكبته واسأله أن يعفو عنك.

والإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي وآله والترضي عن أصحابه، وأكثرْ من دعاء النبي صلّ الله عليه وسلم وردد: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.

والإكثار من طلب العتق من النار، والدعاء بتيسير الرزق الحلال وإصلاح الحال، وأيضًا الدعاء بقول: ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين، والدعاء للزوج أو الزوجة بصلاح الحال وراحة النفس والبال.

و الإكثار من الدعاء حال سجودك فإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، وأطلْ سجودك وتضرعك لربك فإن النبي قال: «وظهورُكم ثقيلةٌ من أوزارِكم فخفِّفوها عنها بطولِ سجودِكم»: لا تضيع أي فرصة واحذر من التقصير لحظة فإن الرحمات والنفحات الربانية مفتوحة في هذه الليلة.

ويستحب قراءة ما تيسر من القرآن، فإحياء ليلة القدر ممتد حتى مطلع الفجر، والملائكة في حال صعود وهبوط، وأنه لابد من شكر الله على أن وفقك لإحياء ليلة القدر وغيرك محروم من هذه النعمة، والتصدق بما تستطيع فالصدقة لها أجر عظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى