خبير عسكري: الهجوم الصاروخي من غزة إحراج لـ نتنياهو .. ورسائل سياسية جاءت في توقيتها

قال الخبير العسكري، العميد إلياس حنا، إن الهجوم الصاروخي الذي خرج من قطاع غزة باتجاه تل أبيب، اليوم الخميس، يعني أن المقاومة جاهزة للتعامل مع عودة إسرائيل للقتال، مشيرا إلى أنها تحاول أيضا إعادة بنيامين نتنياهو إلى المفاوضات بالقوة.
وأضاف –في تصريحات لـ الجزيرة أن ما تقوم به إسرائيل من قصف مكثف وحشد لقوات برية وعودة لمحور نتساريم يمثل اختبارا لما أصبحت عليه المقاومة بعد اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف، استهداف تل أبيب بعد كل الشهور الطويلة من عدم استهدافها يحمل رسالة من المقاومة إلى إسرائيل بأن عليها إعادة حساباتها جيدا، وهي تتحرك نحو توسيع القتال.
ولا تزال قوات الاحتلال في محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر والمسيّرات تحلق دائما لجمع المعلومات، ومع ذلك تمكنت المقاومة من إطلاق الصواريخ من مكان ما، كما يقول حنا.
ويرى حنا، أن الاحتلال يحاول فرض أمر واقع معين بالصدمة واعتماد طريقة جديدة للعمل على الأرض، لافتا أن ترك عدم الرد فترة طويلة يعني أن المقاومة غير قادرة على التعامل.
وتوقع أن تشهد غزة عمليات مختلفة عما كانت عليه في الفترة الماضية إذا قررت إسرائيل بدء اجتياح بري، مشيرا إلى أن قصف جماعة أنصار الله (الحوثيون) تل أبيب أيضا يعكس أن كل الأطراف لديها خططها.
كما توقع أن تختلف المرحلة الثانية من الحرب عن مرحلتها الأولى لأن البيئة تبدلت على الأرض أثناء الهدنة بعودة السكان إلى مناطق الوسط والشمال التي هجروها شهورا طويلة.
وسيمثل الوجود البشري عائقا كبيرا أمام تقدم قوات الاحتلال في أي عملية برية محتملة، فضلا عن أنه يعطي المقاومة فرصة كبيرة لإعادة ترتيب نفسها.
لافتا أن المقاومة لم تُلحق الهزيمة بإسرائيل إلا أنها لم تخسر أيضا كما يقول حنا، مؤكدا أن ما صنعته في السابع من أكتوبر 2023، أحدث هزة لواحد من أكثر جيوش العالم تقدما، وأطاحت بعدد من القادة العسكريين.
ووفقا للخبير العسكري، فإن قصف تل أبيب لا يمثل ضغطا عسكريا بقدر ما هو ضغط سياسي على نتنياهو، وهو أيضا دليل على أن المقاومة تواصل الربح من خلال عدم الخسارة.
كما أن إطلاق هذه الصواريخ على تل أبيب بعد كل هذه الحرب يعني -في رأي حنا- أن المقاومة تمتلك ما يكفي من هذه الصواريخ النوعية، وأن نتنياهو لم يتمكن من القضاء عليها.
وعن التقدم الإسرائيلي البري في غزة، قال حنا، إن القوات تحركت من نقاط التمركز التي كانت موجودة فيها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، لافتا إلى أن هذا الأمر يعكس النية المبيتة بعدم الالتزام بما اتُفق عليه.
وخلص حنا إلى أن المقاومة ستواصل المعركة حتى نهايتها، وقال، إن استسلامها غير وارد إطلاقا لأنها لو كانت ستفعل لفعلت في أول الحرب.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عبور 3 صواريخ من جنوب قطاع غزة إلى إسرائيل، بينما دوت صافرات الإنذار في تل أبيب، كما عُلقت الملاحة في مطار بن غوريون.
وقال الجيش، إنه اعترض صاروخا واحدا وإن اثنين آخرين سقطا في منقطة مفتوحة، وامتدت منطقة الاعتراض مساحة كبيرة في جنوب تل أبيب.
و قالت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إنها قصفت تل أبيب برشقة صاروخية ردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين.