الحوثيون يتوعدون بالرد على الهجمات الأمريكية

صنعاء – خاص 30 يوم :
مازالت أصداء التصعيد العسكري غير المسبوق، الذي شنته الولايات المتحدة، بأوامر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسلسلة من الضربات الجوية والبحرية الواسعة ضد مواقع تابعة لجماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن تسيطر على المشهد اليمني.
واستهدفت الضربات، التي نفذتها طائرات حربية من حاملة الطائرات “هاري ترومان” في البحر الأحمر إلى جانب طائرات مسيرة انطلقت من قواعد إقليمية، أنظمة الرادار والدفاعات الجوية والصواريخ والطائرات المسيّرة التابعة للحوثيين، في محاولة لإعادة تأمين الممرات البحرية الدولية في البحر الأحمر بعد تصاعد التهديدات الحوثية للملاحة.
وقال الرئيس ترامب في بيان رسمي إن العملية “تحمل رسالة واضحة لإيران بضرورة وقف دعمها للحوثيين فوراً”، محذرًا طهران من “عواقب وخيمة” في حال استمرارها في تأجيج الصراع.
وجاءت هذه الضربات ردًا مباشرًا على سلسلة هجمات نفذها الحوثيون مؤخرًا استهدفت سفنًا تجارية وعسكرية في البحر الأحمر، من بينها محاولة إسقاط طائرة أمريكية من طراز F-16.
احتمالات التصعيد في اليمن مستمرة
وأكد مسؤولون أمريكيون لشبكات إعلامية أن الضربات قد تستمر لعدة أسابيع، متصاعدة بحسب ردود الحوثيين الميدانية. وناقش مستشارو الأمن القومي الأمريكي توسيع نطاق الحملة لتشمل تفكيك قبضة الحوثيين على شمال اليمن، غير أن ترامب تحفظ حتى اللحظة عن الانخراط في صراع طويل في الشرق الأوسط، على الرغم من الضغوط الإسرائيلية لتوجيه ضربة مباشرة للمنشآت النووية الإيرانية.
وأعربت مصادر أمريكية عن مخاوف من أن يؤدي التصعيد الحالي إلى زعزعة استقرار المنطقة، لا سيما في ظل استمرار الحوثيين في تهديد الملاحة منذ أكتوبر 2023، حين استهدفوا أكثر من 100 سفينة تجارية وعسكرية، مما أجبر العديد من شركات الشحن العالمية على تغيير مساراتها عبر رأس الرجاء الصالح.
الحوثيون يتوعدون
وفي أول رد فعل رسمي، تعهدت جماعة الحوثي بالرد على الهجمات الأمريكية عبر تصعيد عملياتها ضد السفن والمصالح الأمريكية في المنطقة. وأكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين أن “العدوان الأمريكي لن يمر دون رد”، ملمحًا إلى هجمات مرتقبة في البحر الأحمر وخارجه.
مخاوف إنسانية وردود فعل دولية
وأثار التصعيد مخاوف واسعة من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، حيث يرى مراقبون أن أي تصعيد عسكري قد يفاقم الوضع الإنساني المتدهور أصلًا في البلاد.
وتباينت ردود الفعل الدولية حيال الضربات الأمريكية؛ ففي حين أعربت بعض الدول الغربية عن دعمها للعملية، حذرت دول أخرى من خطر انزلاق المنطقة نحو صراع مفتوح يعيد إنتاج مشاهد الحروب الإقليمية الطويلة.
تاريخ من الضربات غير الحاسمة
تجدر الإشارة إلى أن إدارة بايدن نفذت سابقًا ضربات مشابهة ضد الحوثيين لكنها لم تنجح في ردعهم عن استهداف السفن في البحر الأحمر. وفي تحول لافت، أعاد ترامب تصنيف الحوثيين كـ”منظمة إرهابية أجنبية”، وهو التصنيف الذي كانت إدارة بايدن قد ألغته في وقت سابق.
صراع مفتوح على كافة الاحتمالات
ومع استمرار الضربات الأمريكية وتوعد الحوثيين بالرد، يبقى المشهد في اليمن مفتوحًا على كل الاحتمالات، وسط تساؤلات حول ما إذا كان هذا التصعيد سيؤدي إلى كبح جماح الحوثيين أم أنه سيمهد لمزيد من المواجهات في البحر الأحمر وخارجه.