نصير شمة يكتب : دعوة إلى الحياة

إن الحياة أقدس من أن تُزهق باسم الدين، وأكرم من أن تُستباح تحت راية الطائفة .. كيف صار القتل شهادة، والإقصاء عقيدة، والتنكيل بالآخر قربانًا يُقرّب إلى الله؟
ليس هناك إيمانٌ حقيقي يُبرر سفك الدماء، ولا عقيدةٌ صافية تُشجع على الكراهية. لقد تآلف الناس عبر التاريخ رغم اختلاف أديانهم ومذاهبهم، ولم يكن التنوع يومًا لعنة،أيها القابضون على نار الفتنة، اسألوا أنفسكم: هل الله بحاجة إلى جنود تقتلون باسمه؟ هل الإيمان يُفرض بالسيف؟ هل حب الوطن يُبنى على جثث أبنائه؟
فالإيمان الذي لا يحترم حياة الإنسان، إيمانٌ ناقص،والوطن الذي لا يحتضن الجميع، وطنٌ مجروح.
لن نُصلح العالم بالكراهية، ولن نُقيم العدل بالانتقام.
لنعد إلى ضمائرنا التي تقول: “لا تقتل”، إلى إنسانيتنا التي ترى في كلّ شخص أخًا، لا عدوًا.
إننا أمام خيارين ،إما أن نبني معًا، أو أن ننهار معًا. كل قيم وجودنا وإنسانيتنا على المحك وأمام الكون المفتوح والآخر الذي يتربص بنّا، فماذا سنختار؟
الكثير يسأل ماذا يُفيد هذا الكلام مع القتلة، أجيبهم بأن الكلمة لها دوراً مهماً حتى لو كان تأثيرها على واحد بالمليون من الناس، ربما يُسهم بإنقاذ حياة أنسان.