صبري حافظ يكتب لـ «30 يوم» : حدث في مصر

سيتذكر كل المهتمين بالشأن الكروي والعام في مصر وخارجها ، ماحدث يوم 11 مارس 2025، وفي أحد ليالي رمضان الجميلة، وبعد أن أطلق الحكم المصري محمود بسيوني صافرة إنهاء مباراة الأهلي والزمالك معلنا فوز الأخير بالمباراة لانسحاب منافسه، استدعى القائمون على إدارة الرياضة والكرة المصرية “طاقم تحكيم سعوديًا” ليلا أملًا في تأجيلها وهي التي ألغيت وتمسك الزمالك بعدم إعادتها.
وامتدت ” اللخبطة” من اتحاد الكرة والرابطة لوزارة الرياضة، قبل التعرف على الموقف برمته واستدعاء الحكام حتى لنضع أنفسنا في موقف حرج، وهل سيوافق الزمالك على التأجيل من عدمه، وهل ستوافق الرابطة وكل الأطراف قبل الاستدعاء بدلا من إقدام الحكام وعودتهم ثانية!
وظهرالتسرع في القرار في تناقض تصريحات المتحدث باسم وزارة الرياضة بين التأجيل وعدمه!
وذكرني ماحدث بإقامة دورات صيفية بعد عام دراسي”مجهد”بين مراكز شباب المحافظة ويحتج فريق من الفرق ويغيب عن موعد اللقاء وتحت ضغط وأشياء أخرى تُعاد المباراة بطاقم تحكيم جديد،رغم أن الحكم أنهاها وأعلن خسارة المنسحب للمباراة!
ولخص المعلق الإماراتي على المباراة” عامر عبد الله المري” المُحب لمصر وأهلها القصة بعشق وتلقائية وحسن نية و( أنه يعلق على مباراة لأول مرة يحضرها جمهور ناديين ولن تقام وهذا لايحدث إلّا في مصر فقط) في إشارة لتفرد الجماهير المصرية وعظمتها مثل خطبته العصماء عن عظمة مصر ونبوغها ثقافيا ورياضيا وفنيا وصلابتها دفاعا عن الأمة كلها.
ورغم أن المعلق الإماراتي كلماته تثلج القلوب مدحا وحبا لمصر، لكنها رسالة لمن يهمه الأمر بأننا أصبحنا متفردين في السلبيات والاستهجان لتكرار الفصول المأساوية ، دفعت البعض بالابتعاد وعدم إثارت سلبيات “قولا أو كلمات مكتوبة” لعدم جدوى إصلاح الأوضاع الرياضية.
الأزمة رغم تكرارها كشفت عن المأساة التي تشهدها المنظومة كلها ولو حدث ذلك في دولة خليجية أو أوروبية لتم إزاحة كل المحيطين بالأزمة في ظل إدارات غير محترفة تقود المنظومة.
وبعد أن كان المشجع حلمه أن يذهب للملعب ويشاهد نجوم هذا الفريق بات مسؤولًا لعجائب القدر وسوء الإدارة!
مايحدث لاينال من الجانب الرياضي والكروي فقط ويمتد لمواقع أخرى داخل الوطن وخارجه ” سمعة وقلة قيمة” تزيد الإحباط والألم الذي يصيب الكثيريين في مختلف مناحي الحياة.
أزمات وانتكاسات بمؤسسات وهيئات تستشري فيها العشوائية و”يعشش” فيها أصحاب الصوت العالي والنفوذ وأنصاف الموهوبين والمتخصصين في تصفية الحسابات تضيع معها الحقوق، ويهرب الأكفاء، وتتبعثر مكتسبات وأموال طائلة على الدولة، بسبب غياب التخطيط والرؤية وفرض المحسوبية، في وقت ينظر لنا البعض بتقدير ويتغنى بمكانة مصر وعظمتها لوجود بعض المؤسسات يحكمها” الانضباط والموهبة” تتحمل مسؤوليتها وتضحي من أجل وضع الوطن في مكانته المرموقة.
ماحدث في الساعات الأخيرة يحتاج وقفة حقيقية من رئيس الوزراء بوضع استراتيجية ولوائح وقوانين تطيق على الصغير والكبير وسد الثغرات والبحث عن حلول حتى لا يتكرر مايحدث بعد أن كشفت الانتخابات أنها لاتأتي بالأصلح لتدخل العاطفة وعوامل ذاتية دون اختيار الأفضل حتى من تتوسم فيهم الكفاءة انزووا وابتعدوا بعد أن تمت إزاحتهم عن المشهد والدفع بأنصاف الموهوبين والمشجعين لصفوف المسؤولية فكانت النتيجة تراجيديا سوداء جدا.!
اقرأ أيضا
صبري حافظ يكتب لـ «30 يوم» : ابتزاز واستعمار اقتصادي
صبري حافظ يكتب لـ «30 يوم» : لصوص أمريكا الجدد!
صبري حافظ يكتب لـ «30 يوم» : الرجل الذي أبكى أوروبا!