دكتورة داليا البيلي تكتب لـ «30 يوم» : سلامٌ سلاحٌ لشهداء مصر الأبرار، وعلى العهد لن ننساكم

في يوم الشهيد، نقف إجلالًا وتقديرًا لمن خطّوا بدمائهم أروع ملاحم البطولة والتضحية، لمن آثروا أن تبقى مصر شامخة عزيزة حتى وإن كانت أرواحهم الثمن. إنه اليوم الذي نستذكر فيه رجالًا صدقوا الله فصدقهم، رجالًا من الجيش والشرطة والشعب المصري، جعلوا من أجسادهم دروعًا تحمي الوطن، وجعلوا من دمائهم مشاعل تنير لنا طريق العزة والكرامة.
شهداء الجيش المصري .. درع الوطن وسيفه
منذ فجر التاريخ، لم يتوانَ الجيش المصري عن تقديم أرواح أبنائه دفاعًا عن الأرض والعرض، فكانوا دومًا الحصن المنيع الذي يتكسر عليه أعداء الوطن. فمن معارك الاستقلال إلى بطولات حرب أكتوبر المجيدة، ومن مواجهات الإرهاب الأسود في سيناء إلى تأمين حدود مصر ضد كل من تسول له نفسه المساس بترابها، يظل الجندي المصري أسطورة متجددة في سجل التضحية.
لقد شهدت أرض الفيروز، سيناء الغالية، تضحيات جسامًا من رجال الجيش، حيث واجهوا الإرهاب بكل شجاعة وإقدام، فكانوا كالأسود الزائرة لا يهابون الموت، يقفون في وجه من يريدون النيل من أمن مصر واستقرارها. وما زالت تضحياتهم مستمرة، وما زالت أرواحهم ترفرف في سماء الوطن، تروي بدمائها الزكية شجرة الحرية والاستقلال.
شهداء الشرطة المصرية .. العيون الساهرة على أمن الوطن
رجال الشرطة المصرية كانوا وما زالوا خط الدفاع الداخلي الذي يحمي مصر من أعدائها في الداخل، فلا ينامون حتى يطمئنوا أن المواطن المصري يعيش في أمان. فمن أحداث الإسماعيلية عام 1952، حيث واجه رجال الشرطة الاحتلال البريطاني بشجاعة نادرة، إلى التصدي للمخططات الإرهابية التي أرادت أن تنال من أمن الوطن، كان رجال الشرطة دائمًا في الصفوف الأولى، يقدمون أرواحهم بطيب خاطر دفاعًا عن مصر.
إن بطولات رجال الشرطة في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة لم تكن يومًا إلا مثالًا على الوفاء لقسمهم، فكم من ضابط وجندي ارتقى شهيدًا وهو يطارد الإرهابيين، وكم من بطل استشهد وهو يحمي أبناء وطنه من يد الغدر والخيانة. وفي كل شارع ومدينة، هناك دماء طاهرة سالت ليبقى الأمن والأمان عنوانًا لمصر.
شهداء الشعب المصري .. فداءٌ للوطن في كل ميدان
ليس الجيش والشرطة وحدهما من قدّما الشهداء، بل إن الشعب المصري كان وما زال شريكًا في ملحمة الفداء. فمن شهداء الحروب، إلى شهداء الإرهاب، إلى شهداء الثورات الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل رفعة مصر واستقلالها، كان المصري دومًا على العهد، لا يتأخر عن تقديم الغالي والنفيس من أجل وطنه.
لقد رأينا في أوقات المحن كيف تحوّل أبناء الشعب المصري إلى جنود في معركة البقاء، فوقفوا بجانب جيشهم وشرطتهم، وقاوموا كل من أراد بمصر سوءًا. واليوم، ونحن نحتفي بيوم الشهيد، لا ننسى كل من ضحى بحياته ليحيا الوطن، فكل نقطة دم سُفِكت من أجل مصر هي وسام فخر على صدر كل مصري.
المجد للشهداء .. لتبقى مصر أبد الدهر
في هذا اليوم العظيم، نرفع أيدينا بالدعاء لكل شهداء مصر الأبرار، ونؤكد أننا لن ننسى تضحياتهم، فمصر التي سالت من أجلها دماؤهم ستظل حرة، عزيزة، قوية، بفضل رجالها المخلصين. إن الشهادة في سبيل الوطن شرف لا يضاهيه شرف، ومن يقدم حياته دفاعًا عن وطنه لا يموت، بل يظل حيًا في قلوب الأوفياء.
تحية إجلال وإكبار لكل من ضحى بروحه ليبقى الوطن. تحية لجنودنا البواسل، لشرطتنا الصامدة، ولشعبنا العظيم. ستبقى مصر رغم أنف الأعداء، وستظل رايتها مرفوعة بفضل دماء شهدائنا التي روت أرضها الطاهرة.
المجد للشهداء.. والخزي للخائنين.. وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.