توبكُتّاب وآراء

محمد لُطيف يكتب لـ «30 يوم» : أسرار أسماء الله الحسنى «الحلقة الثامنة» .. الأول – الآخر

عزيزي القارئ،
ما زلنا نواصل رحلتنا في تدبر أسرار أسماء الله الحسنى، فبعد أن تأملنا في الحلقات السابقة معاني أسماء “الخالق” و”البارئ”، ننتقل اليوم إلى اسمين عظيمين يعبران عن أزلية الله وأبديته، وهما: الأول والآخر.

الأول

اسم “الأول” من الأسماء التي تشعرنا بعظمة الله الأزلية، فهو سبحانه لم يسبقه شيء، ولا يوجد قبله أحد، فهو الخالق الذي كان قبل كل شيء، وهو الذي بدأ الخلق بقدرته وحكمته.

ورود الاسم في القرآن الكريم

قال الله تعالى:
“هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ”
📖 (سورة الحديد: 3)

معاني وخصائص اسم “الأول”

🔹الذي لا بداية له: فالله موجود قبل كل شيء، وهو الذي أوجد الزمن والمكان.
🔹الذي بدأ الخلق: كل شيء في الوجود بدأ بإرادته، فهو خالق السماوات والأرض.
🔹المصدر لكل خير وعطاء: فكل نعمة تصل إلينا هي من فيض كرمه وفضله.

كيف نعيش باسم “الأول”؟

الاعتماد على الله في كل بداية، فهو الذي يمنح التوفيق.
اليقين بأن الله هو الأصل في كل شيء، فكل خير منه.
الإكثار من الدعاء عند الشروع في الأعمال، لأن الله هو المبدأ والمعين.

التسبيح باسم “الأول” وفق علم الأرقام

اسم “الأول” يتكون من:
ا = 1، ل = 30، و = 6، ل = 30.
المجموع: 67. لذلك يُفضل التسبيح بـ “يا أول” 67 مرة.

الآخر

اسم “الآخر” يعكس أبدية الله، فهو الباقي بعد فناء كل شيء، وهو الذي لا نهاية له، وكل شيء في الكون زائل إلا وجهه الكريم.

ورود الاسم في القرآن الكريم  في نفس الاية المذكورة سابقا ولمرة واحدة في سورة الحديد
“هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ”
📖 (سورة الحديد: 3)

معاني وخصائص اسم “الآخر”

الباقي بعد فناء المخلوقات: فكل شيء فانٍ، والله وحده هو الدائم.
الذي تنتهي إليه الأمور: فهو الحكم العادل الذي يجزي كل إنسان بعمله.
الذي يمنح الخلود لمن يشاء: الجنة دار الخلد، أعدها الله لعباده المؤمنين.

كيف نعيش باسم “الآخر”؟

عدم التعلق بالدنيا، فهي زائلة، والله هو الباقي.
العمل للآخرة، فهي المستقر الحقيقي بعد الفناء.
الإكثار من ذكر الله، فهو الذي يبقى، وكل شيء غيره يزول.

التسبيح باسم “الآخر” وفق علم الأرقام

اسم “الآخر” يتكون من:
ا = 1، ل = 30، أ = 1، خ = 600، ر = 200.
المجموع: 832. لذلك يُفضل التسبيح بـ “يا آخر” 832 مرة.

وكما تري عزيزي القارئ، عندما تتأمل في اسم “الأول”، ستشعر أن الله هو الأصل والمصدر لكل شيء، وعندما تتأمل في اسم “الآخر”، ستدرك أن الله هو الباقي، وأن كل شيء في الدنيا زائل. اجعل هذين الاسمين جزءًا من ذكرك اليومي، وستشعر بأثرهما في قلبك وحياتك.

في الحلقة القادمة، سنتناول اسمين جديدين من أسماء الله الحسنى. فهل لديك أسماء معينة ترغب في التعمق فيها؟ شاركنا اقتراحاتك في التعليقات.

دمتم في رحمة الله وفضله، وفي عظمته وبقائه.

 اقرأ أيضا

محمد لُطيف يكتب لـ «30 يوم» أسرار أسماء الله الحسنى « الحلقة السابعة» الخالق – البارئ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى