خالد إدريس يكتب لـ «30 يوم» : قمة القاهرة .. والإرادة المصرية

فى خطوة تعكس وحدة المواقف العربية وتعزز الدعم الكامل للقضية الفلسطينية، خرج بيان تاريخى عن القمة العربية التى عقدت فى القاهرة، وهو البيان الذى يعكس دعم الدول العربية الكامل للشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة، ويؤكد رفض العرب لأى محاولات للنيل منها.
البيان أكد دعم الشعب الفلسطينى فى نضاله العادل من أجل استعادة حقوقه، وعلى رأسها حق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وجددت القمة التزام الدول العربية بمبادرة السلام العربية التى تدعو إلى حل الدولتين، وعدم المساس بالوضع التاريخى والدينى للقدس.
ولعل من أبرز مخرجات القمة، اعتماد الخطة المصرية لإعمار غزة، التى تساهم فى إعادة بناء البنية التحتية للقطاع بعد سلسلة من الهجمات العسكرية الإسرائيلية التى دمرت العديد من المنشآت والمرافق الحيوية، وهى الخطة التى تُعتبر جزءًا من التزام مصر المستمر بدعم القضية الفلسطينية وتعزيز الاستقرار فى غزة، وتم تأكيد الدعم العربى الكامل لهذه الخطة، مع التعهد بتوفير التمويل اللازم عبر صندوق الإعمار العربى لدعم هذا المشروع الحيوى.
وأكد البيان الختامى للقمة العربية على موقف ثابت وواضح تجاه قضية التهجير القسرى للفلسطينيين، حيث شدد البيان على رفض محاولات تهجير سكان غزة أو نقلهم إلى دول أخرى تحت أى مبرر، وهو موقف حازم وحاسم لا يقبل التشكيك.
ربما يرى البعض أن عدم حضور بعض القادة العرب أضعف مخرجات القمة، وأضفى غموضًا على الموقف العربى، بينما تؤكد الرؤية والبصيرة خلاف ذلك، فالقادة العرب خاصة الإمارات والسعودية وسلطنة عمان والكويت أعلنوا رفضهم القاطع للتهجير القسرى، وأكدوا أنه لا يتماشى مع الحقوق الفلسطينية المشروعة، ويعد تصفية للقضية الفلسطينية وانتهاكًا للشرعية الدولية، كما يعتبر تجاوزًا لحقوقهم ويشكل خطرًا على الأمن القومى العربى ككل، وبالتالى كان التوقيع على بيان القمة مجرد بروتوكول وتحصيل للمواقف المعلنة.
المتابع للمشهد يدرك حتماً أن مصر فرضت إرادتها ووجهة نظرها ورؤيتها، وأن مخرجات القمة بمثابة بيان إشادة بموقف مصر الثابت، الذى رفض فرض أى حلول قسرية تمس وحدة الشعب الفلسطينى، بما فى ذلك رفض صفقة القرن أو أى اتفاقات تسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية. كما أيدت القمة العربية قرار مصر بضرورة أن يكون هناك حل سياسى شامل يقوم على مبادئ الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
قمة القاهرة نجحت بلا شك وما يثار عن تأثير غياب بعض القادة سلبًا على مخرجاتها كلام غير منطقى لأن هذه الدول لم ترفض المشاركة بل أرسلت مندوبين رسميين بتكليف من رؤساء وقادة هذه الدول وهذا إجراء متبع فى قمم عديدة، وتوقيعهم على البيان الختامى يعنى الموافقة على ما جاء به وأى كلام غير ذلك لا جدوى منه ولا قيمة له.