محمد لُطيف يكتب لـ «30 يوم» أسرار أسماء الله الحسنى « الحلقة السابعة» الخالق – البارئ

عزيزي القارئ،
ما زلنا نواصل رحلتنا في تدبر أسرار أسماء الله الحسنى، فبعد أن تأملنا في الحلقات السابقة معاني أسماء “الجبار” و”المتكبر”، ننتقل اليوم إلى اسمين يعكسان القدرة الإلهية المطلقة في الخلق والإبداع، وهما: الخالق والبارئ.
الخالق
اسم “الخالق” هو أحد الأسماء التي تبعث في النفس التأمل في عظمة الله وقدرته، فهو الذي أوجد كل شيء من العدم، وأبدع في خلقه، وأتقن صنعه بحكمة وتقدير.
ورود الاسم في القرآن الكريم
قال الله تعالى:
“هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”
(سورة الحشر: 24)
معاني وخصائص اسم “الخالق”
الموجد من العدم: فهو الذي خلق السماوات والأرض وكل شيء بحكمة وإبداع.
الذي يقدر الأشياء بميزان دقيق: فكل شيء في الكون يسير وفق تدبيره المحكم.
المبدع بلا مثال سابق: فالله يخلق ما لا يخطر على بال البشر، ويجدد خلقه كيف يشاء.
كيف نعيش باسم “الخالق”؟
التفكر في عظمة خلق الله، من الكون الواسع إلى أدق المخلوقات.
الإبداع في العمل، اقتداءً بإتقان الله في خلقه.
اليقين بأن الله هو المتصرف في كل شيء، فلا يحدث أمر إلا بإرادته.
التسبيح باسم “الخالق” وفق علم الأرقام
اسم “الخالق” يتكون من:
خ = 600، ا = 1، ل = 30، ق = 100.
المجموع: 731. لذلك يُفضل التسبيح بـ “يا خالق” 731 مرة.
البارئ
اسم “البارئ” يحمل معنى التفرد في الخلق والتمييز بين المخلوقات، فالله سبحانه هو الذي يخلق كل شيء بشكل متناسق ومحدد، وهو الذي أبدع في تنوع الخلق دون تكرار أو خطأ.
ورود الاسم في القرآن الكريم
قال الله تعالى:
“فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ”
(سورة البقرة: 54)
معاني وخصائص اسم “البارئ”
المبدع في الخلق دون تكرار: فكل مخلوق له بصمته الفريدة التي تميزه.
الذي ينشئ الأشياء على أكمل صورة: فخلق الله متكامل، لا نقص فيه ولا خلل.
المُنزه عن الخطأ في صنعه: فكل شيء في الكون يسير وفق نظام متقن ودقيق.
كيف نعيش باسم “البارئ”؟
التأمل في تنوع خلق الله، من البشر إلى الكائنات الأخرى.
الحرص على إصلاح النفس والابتعاد عن العيوب، لأن الله خلقنا في أحسن تقويم.
الإحسان في كل عمل، لأن الله يحب من يحسن صنعه.
التسبيح باسم “البارئ” وفق علم الأرقام
اسم “البارئ” يتكون من:
ب = 2، ا = 1، ر = 200، ئ = 10.
المجموع: 213. لذلك يُفضل التسبيح بـ “يا بارئ” 213 مرة.
و في النهاية عزيزي القارئ، عندما تتأمل في اسم “الخالق”، ستدرك أن الله هو المبدع الذي أوجدك بقدرته، وعندما تتأمل في اسم “البارئ”، ستشعر أنك مخلوق متفرد بحكمة وإتقان. اجعل هذين الاسمين جزءًا من ذكرك اليومي، وستشعر بأثرهما في قلبك وحياتك.
في الحلقة القادمة، سنتناول اسمين جديدين من أسماء الله الحسنى. فهل لديك أسماء معينة ترغب في التعمق فيها؟ شاركنا اقتراحاتك في التعليقات.
دمتم في إبداع الله وإتقانه، وفي لطفه ورحمته.
اقرأ أيضا
محمد لُطيف يكتب لـ «30 يوم» .. أسرار أسماء الله الحسنى (الحلقة السادسة) – الجبار – المتكبر