
كتب – أحمد مصطفى :
تنطلق اليوم في القاهرة أعمال القمة العربية غير العادية التي دعت إليها مصر لبحث التطورات الأخيرة والمستجدة للقضية الفلسطينية، بمشاركة عدد كبير من القادة والزعماء العرب والدوليين.
تهدف القمة إلى تبني موقف عربي موحد يرفض محاولات التهجير القسري للفلسطينيين، والتأكيد على الإجماع العربي لاتخاذ الإجراءات القانونية والدولية اللازمة لوقف هذه المحاولات. كما ستناقش القمة خطط إعادة إعمار قطاع غزة دون إخراج الفلسطينيين من أراضيهم، ودعم استكمال اتفاق وقف إطلاق النار ومنع أي انتهاكات.
سبقت القمة مشاورات مكثفة في القاهرة، حيث عقد اجتماع تحضيري لوزراء الخارجية العرب، كما أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري مشاورات مع عدد من نظرائه العرب.
ويشارك في القمة عدد كبير من قادة الدول العربية، منهم قادة قطر، السعودية، البحرين، الكويت، والإمارات، بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذي أكد رفضه لكل أشكال التطهير العرقي، وأهمية بقاء غزة جزءًا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، مع معالجة الشواغل الأمنية المشروعة لإسرائيل.
كما يشارك في القمة أحمد معروف الشرع، الرئيس السوري بالمرحلة الانتقالية، الذي تلقى دعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ومن بين المشاركين أيضًا رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، في حين يغيب رئيسا تونس والجزائر عن القمة.
وتعتبر هذه القمة هي الثانية التي تعقد بشأن القضية الفلسطينية وأوضاع غزة خلال أسبوعين، بعد القمة العربية التشاورية التي عقدت في الرياض يوم 21 فبراير الماضي، بمشاركة قادة دول الخليج ومصر والأردن.
وكانت مصر قد دعت إلى عقد القمة العربية الطارئة يوم 27 فبراير، قبل أن يتم تأجيلها إلى 4 مارس؛ لاستكمال التحضيرات.
ومن المنتظر أن تناقش القمة الخطة المصرية العربية المقترحة لإعادة إعمار قطاع غزة، حيث أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري أن الخطة قد اكتملت، وأنها ستُعرض على قادة الدول العربية خلال القمة. وأوضح أن الخطة لن تكون مصرية وعربية فحسب، بل ستلقى دعمًا وتمويلًا دوليًا لضمان تنفيذها بنجاح.
ويؤكد خبراء ومحللون أن القمة العربية تعزز مشروع مصر لإعادة إعمار غزة، حيث تسعى مصر وشركاؤها في المنطقة العربية إلى إضفاء مفهوم تنموي لعملية إعادة الإعمار، يهدف إلى تحقيق حياة كريمة لسكان القطاع، وتشجيعهم على البقاء على أراضيهم في مواجهة التحديات التي يفرضها الاحتلال.