أخبار العالمأخبار مصرتوب

رسالة شيخ الأزهر لقادة العرب قبل قمة فلسطين وزعماء المذاهب والفكر الإسلامي

وجه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رسالة إلى القادة العرب قبيل القمة العربية الطارئة بشأن غزة، قال فيها: ندعو الله أن يوفِّق القادة العرب المجتمعين بالقمة العربية المنعقدة اليوم بالقاهرة، ونشدُّ على أيديهم بضرورة التضامن والخروج بموقف موحد لمواجهة المخططات غير المقبولة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتفعيل المقترَح العربي لإعادة إعمار غزة، ووضع حدّ للغطرسة والفوضى اللتين يتعامل بهما بعض صنَّاع القرار الداعمين للكيان المحتل.

وتستضيف مصر، اليوم الثلاثاء، قمة عربية طارئة لبحث التطورات الخطيرة فى الأراضى الفلسطينية.

ومن المقرر أن تشهد القمة تمثيلًا عربيًا كبيرًا على مستوى قادة الدول العربية، وسط توقعات بتبنى موقف عربي قوي تجاه التطورات فى قطاع غزة والأراضى الفلسطينية، ورفض مخطط تهجير الفلسطينيين.

وبالتزامن مع انعقاد القمة، نشر المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية شعار القمة فى دورتها غير العادية بعنوان “قمة فلسطين”.

من ناحية أخرى،شدد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، على ضرورة أن يسود الأدب والاحترام بين المذاهب وأصحاب الرأي والرأي الآخر، قائلًا: حين ضاع منا أدب الاختلاف ضاع الطريق من تحت أيدينا، مؤكدًا أن هذا المحور هو ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار الإسلامي- الإسلامي.

وأوضح شيخ الأزهر -خلال حديثه اليوم بالحلقة الثالثة من برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب»- أن أول شيء هو وقف التنابز، مؤكدًا أن هذا التنابز جعل من الشعب الواحد أعداء، وأن إحياء الفتنة بين الشيعة والسنة فتيل سريع الانفجار وقوي التأثير، وهذا ما يريده العدو ويحرص عليه حرصًا شديدًا؛ حيث إنه يعتمد على مبدأ «فرِّق تسد»، موضحًا أن الاختلاف المذهبي إذا خرج عن إطاره الشرعي -وهو الاختلاف في الفكر- فقد يكون له مآلات خطيرة.

وأضاف شيخ الأزهر أن الأمة الإسلامية تمتلك الكثير من مقومات الوحدة، أولها المقومات الجغرافية؛ فالأمة العربية تجمعها لغة واحدة، كما أننا كمسلمين بتعدادنا الذي يتخطى المليار ونصف مسلم، عقيدتنا واحدة، ونعبد إلهًا واحدًا، ونتجه إلى قبلة واحدة، ولدينا قرآن واحد ما اختلفنا فيه. وتابع شيخ الأزهر، أن أكبر مقوم لوحدة المسلمين هو التوجيهات الدينية والإلهية، والتي منها حديث قوله صلى الله عليه وسلم: «من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا- فذاك المسلم الذي له ذمة الله ورسوله؛ فلا تخفروا الله في ذمته»، مؤكدًا أن أعداء المسلمين ليس من مصلحتهم أن يتوحد المسلمون؛ لأنهم يؤمنون بأن المسلمين لو توحدوا سيمثلون مصدر قوة، فهم يحاولون -قدر إمكانهم وقدر مكرهم- أن يبقى المسلم كالغريق، عندما يغطس يرفعونه قليلًا؛ كي يتنفس، ثم يرجعونه مرة أخرى، وهكذا.

موضحًا أنه لا يخرجنا من ذلك إلا الوحدة، بمعنى أن يكون لنا في مشاكلنا الكبرى رأي واحد. وعن دور الأزهر الشريف في الحوار الإسلامي الإسلامي، أوضح فضيلة الإمام الأكبر، أن الأزهر كان له دور كبير في هذا الحوار منذ فترة مبكرة مع علماء الشيعة، وأن فكرة «دار التقريب» نبتت في الأزهر مع الشيخ شلتوت – شيخ الأزهر الأسبق- ومع المرجع الديني الكبير محمد تقي القمي منذ عام ١٩٤٩م، واستمرت هذه الدار حتى ١٩٥٧م، وأصدرت تسعة مجلدات، تضم أكثر من (٤٠٠٠) صفحة، مبينًا أنه ستتم محاولة إعادة الوضع من جديد، لكن على مصارحة وأخوة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى