دكتورة داليا البيلي تكتب لـ «30 يوم» : زيارة رئيس الوزراء المصري للكويت .. تعزيز الشراكة الاستراتيجية وتوحيد الصف العربي
تأتي زيارة دولة رئيس مجلس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، إلى دولة الكويت في إطار العلاقات التاريخية العميقة التي تربط البلدين، والتي تمتد لعقود من التعاون المثمر في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية. وتشكل هذه الزيارة محطة هامة في مسيرة الشراكة الاستراتيجية بين مصر والكويت، نظراً لما تحمله من دلالات سياسية واقتصادية وأمنية تعزز أواصر التعاون بين الجانبين.
أولًا : البعد السياسي والدبلوماسي وأهمية الدعوة للقمة العربية
تعكس هذه الزيارة متانة العلاقات بين القاهرة والكويت، والتي تقوم على أسس الاحترام المتبادل والتنسيق المستمر حول القضايا الإقليمية والدولية. وتأتي في وقت يشهد فيه العالم والمنطقة العربية تطورات متسارعة تتطلب المزيد من التشاور والتعاون لتعزيز الأمن والاستقرار.
في هذا السياق، تبرز أهمية الدعوة التي وجهها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، لحضور القمة العربية المزمع عقدها في القاهرة يوم 4 مارس. هذه الدعوة تعكس الدور الريادي لمصر في تعزيز التضامن العربي والتنسيق المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية، لا سيما في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة التي تتطلب تعزيز العمل العربي المشترك.
كما تمثل القمة العربية المقبلة فرصة لمناقشة قضايا محورية، مثل الأمن القومي العربي، القضية الفلسطينية، التطورات في المنطقة، وسبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية. ويأتي توجيه هذه الدعوة في ظل حرص مصر على إشراك جميع الدول العربية الفاعلة في صياغة مستقبل المنطقة وتعزيز الاستقرار والتنمية.
ثانيًا : توقيت الزيارة وتزامنها مع الأعياد الوطنية لدولة الكويت
تأتي زيارة الدكتور مصطفى مدبولي في توقيت مميز، حيث تتزامن مع احتفالات دولة الكويت الشقيقة بأعيادها الوطنية في 25 و26 فبراير، وهي مناسبة تعكس الفخر والاعتزاز بتاريخ الكويت العريق وإنجازاتها في مختلف المجالات. مشاركة مصر في هذه الاحتفالات عبر هذه الزيارة تعكس الروابط الأخوية العميقة بين الشعبين، وتجدد التأكيد على العلاقات الوثيقة التي تربط البلدين على المستويين الرسمي والشعبي.
ثالثًا : تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري
يحمل التعاون الاقتصادي بين مصر والكويت أهمية كبرى، حيث تعد الكويت واحدة من أكبر المستثمرين العرب في مصر، مع استثمارات تتجاوز مليارات الدولارات في مختلف القطاعات مثل العقارات، البنوك، الصناعة، والطاقة. وتمثل هذه الزيارة فرصة لتعزيز هذه الاستثمارات وزيادة حجم التبادل التجاري، من خلال توقيع اتفاقيات جديدة تدعم الاقتصاد المصري وتفتح آفاقًا جديدة أمام المستثمرين الكويتيين. كما تأتي الزيارة في إطار الجهود المصرية لجذب المزيد من الاستثمارات الخليجية، في ظل الإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها الحكومة المصرية.
رابعًا : دعم التعاون في مجالات الطاقة والتنمية
تعد الطاقة أحد المحاور الرئيسية في التعاون المصري الكويتي، حيث تمتلك الكويت خبرة واسعة في مجال النفط والغاز، مما يوفر فرصة لتعزيز التعاون المشترك في هذا القطاع الحيوي. كما أن التعاون في مجالات البنية التحتية والتنمية المستدامة يعد جزءًا من الجهود المبذولة لدعم رؤية مصر 2030 ورؤية الكويت 2035، اللتين تستهدفان تحقيق التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي القوي.
خامسًا : التعاون في صناعة الدواء والرعاية الصحية
يعد قطاع الأدوية والرعاية الصحية من القطاعات الاستراتيجية التي تشهد اهتمامًا متزايدًا في التعاون المصري الكويتي، حيث تمتلك مصر واحدة من أكبر الصناعات الدوائية في المنطقة، وتعتبر مركزًا رئيسيًا لتصنيع وتصدير الأدوية إلى الأسواق العربية والإفريقية. وتفتح هذه الزيارة آفاقًا جديدة لتعزيز التعاون بين شركات الأدوية المصرية ونظيراتها الكويتية، سواء من خلال التبادل التجاري أو نقل التكنولوجيا والتصنيع المشترك، مما يسهم في تحقيق الأمن الدوائي للبلدين. كما تشمل مجالات التعاون تبادل الخبرات الطبية، والتوسع في الاستثمارات الصحية، وتطوير المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة.
سادسًا : التعاون الأمني والعسكري
يعتبر التعاون الأمني والعسكري بين مصر والكويت من الركائز الأساسية للعلاقات الثنائية، حيث يجمع البلدين تنسيق وثيق في مكافحة الإرهاب وحفظ الأمن القومي العربي. وتلعب مصر دورًا محوريًا في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو ما ينعكس في تبادل المعلومات والخبرات الأمنية بين البلدين.
كما يشمل التعاون العسكري إجراء تدريبات عسكرية مشتركة، وتبادل الخبرات في مجال الدفاع، خاصة أن الجيش المصري يُعد من أقوى الجيوش في المنطقة ويتمتع بخبرات واسعة في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. وتأتي هذه الزيارة لتعزيز هذا التعاون، لا سيما في ظل التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة العربية، بما في ذلك التطورات الجيوسياسية في الخليج والشرق الأوسط.
سابعًا : التعاون في المجالات الثقافية والتعليمية
لا تقتصر العلاقات بين مصر والكويت على الجوانب الاقتصادية والسياسية فحسب، بل تمتد لتشمل المجالات الثقافية والتعليمية، حيث تُعد مصر وجهة رئيسية للطلاب الكويتيين الذين يدرسون في جامعاتها. وتساهم الزيارة في تعزيز التعاون في هذا المجال من خلال توقيع اتفاقيات تعليمية وتبادل الخبرات الأكاديمية بين البلدين.
خاتمة
تمثل زيارة دولة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي إلى الكويت خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ودعم المصالح المشتركة في مختلف القطاعات.
كما أنها تعكس التزام البلدين بتعزيز التعاون العربي المشترك لمواجهة التحديات الاقتصادية، السياسية، والأمنية الراهنة.
من المتوقع أن تسفر هذه الزيارة عن نتائج إيجابية تعزز التعاون في مختلف المجالات، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، ويدفع نحو مزيد من التكامل العربي في مواجهة التحديات الراهنة .
وفي الختام
تحيا مصر 🇪🇬وعاشت الكويت🇰🇼
وحفظ الله امتنا العربية بكل خير.
اقرأ أيضا
دكتورة داليا البيلي تكتب لـ «30 يوم» : سيادة الرئيس السيسي .. لا تذهب .. فخامتكم أمان مصر وكرامتها
