الحرب الروسية الأوكرانية تقترب من النهاية .. مخاوف أوروبية من صفقة ترامب مع بوتين و التنازلات المذلة

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيعقد اجتماعه الأول مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في السعودية، في إطار مساعيه لوضع حد للنزاع الروسي الأوكراني.
وقال ترامب في البيت الابيض “سنلتقي في السعودية”، وذلك بعد بضع ساعات من مكالمة هاتفية مع بوتين اتفقا خلالها على إطلاق مفاوضات سلام حول أوكرانيا.
ووصف ترامب مكالمته مع بوتين بأنها محادثة جيدة وقال إنها استمرت أكثر من ساعة.
وأشار إلى أنه واثق من أن بوتين يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا فورا، ومشددا على أن الرئيس الروسي لم يكن يرغب في السلام خلال ولاية بايدن.
وأضاف أنه لا يعتقد أن من العملي أن تنال أوكرانيا عضوية حلف شمال الأطلسي.
لافتا من غير المرجح أن تستعيد أوكرانيا كل أراضيها ، ومتوقعا وقفا لإطلاق النار في أوكرانيا في مستقبل القريب.
وأكد ترامب أن اللقاء مع بوتين سيشمل ولي العهد السعودي ومشددا على أنه لن يذهب إلى أوكرانيا، ويتوجب على أوكرانيا اللجوء إلى السلام.
وكان ترامب قد قال إنه تحدث إلى نظيره الروسي، الأربعاء، بشأن بدء مفاوضات على الفور لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ويعتبر هذا أول اتصال مباشر معلن بين بوتين ورئيس أمريكي منذ فبراير 2022، أي قبل 3 أعوام.
وأفاد ترامب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال” قائلا: اتفقنا أيضا على أن تبدأ فرقنا المعنية المفاوضات على الفور وسنبدأ بالاتصال بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإبلاغه بالمحادثة .
و قال الكرملين إن بوتين أجرى مكالمة هاتفية مع ترامب استمرت ساعة ونصف ساعة.
وقال ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال” إن الطرفين اتفقا على “العمل معًا عن كثب، بما في ذلك تبادل الزيارات بين بلديهما”. وأضاف: “كما اتفقنا، نريد وقف الملايين من الوفيات التي تحدث في الحرب بين روسيا وأوكرانيا”. وأشار إلى أن بوتين استخدم شعاره الانتخابي “الفطرة السليمة”، معتبراً ذلك دليلاً على التوافق بينهما.
و أثارت هذه الخطوة مخاوف في كييف وبين حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين، خاصة بعد تصريحات وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسث، الذي أكد أن أوكرانيا ستضطر إلى التنازل عن أراضٍ ورفض عضوية الناتو كجزء من أي اتفاق سلام.
و في مؤتمر صحفي في بروكسل، أوضح هيجسث موقف الإدارة الأمريكية قائلاً: علينا الاعتراف بأن العودة إلى حدود أوكرانيا قبل عام 2014 هدف غير واقعي.
كما أشار إلى أن السلام يجب أن يُضمن عبر “ضمانات أمنية قوية”، لكنه استبعد انضمام أوكرانيا إلى الناتو، موضحاً أن أي قوات دولية قد يتم نشرها في أوكرانيا لن تكون أمريكية.
وأثارت هذه التصريحات انتقادات من مسؤولين أوروبيين اعتبروا أن التنازلات الأمريكية المحتملة قد تشجع روسيا على تقديم مزيد من المطالب.
و أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعمه العلني للمحادثات، مشيراً إلى أنه أجرى محادثة “ذات مغزى” مع ترامب.
وقال: لا أحد يريد السلام أكثر من أوكرانيا. نحن نعمل مع الولايات المتحدة لرسم الخطوات التالية لوقف العدوان الروسي وتحقيق سلام دائم.
وأشار زيلينسكي إلى أنه سيجتمع يوم الجمعة مع نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن لمناقشة مسار المفاوضات.
و أعربت فرنسا وألمانيا عن ضرورة إشراك أوروبا مباشرة في المفاوضات، حيث قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: يجب حماية مصالح أوكرانيا في أي اتفاق مستقبلي.
أما وزارة الخارجية البريطانية، فأكدت دعمها لإنهاء الحرب، لكنها شددت على أن روسيا يمكنها إنهاء الحرب غدًا إذا قررت سحب قواتها وإنهاء غزوها غير القانوني.
وتواصل روسيا فرض شروط قاسية على أي اتفاق، حيث تطالب كييف بالتخلي عن انضمامها للناتو، وقبول ضم شبه جزيرة القرم، والتنازل عن أجزاء من إقليم دونباس، إضافة إلى تقليص قدراتها العسكرية.
في الوقت الذي أعلن فيه ترامب تشكيل فريق تفاوضي بقيادة وزير الخارجية ماركو روبيو ومدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف.
ويأتي هذا التطور وسط قلق متزايد من أن ترامب قد يسعى لإبرام اتفاق سريع مع بوتين، بغض النظر عن المخاوف الأوكرانية والأوروبية.