توبكُتّاب وآراء

الدكتور أشرف الفار يكتب لـ «30 يوم» : مصر وتحديات المرحلة .. ثبات في الموقف ودفاع عن الأمن القومي العربي

تواجه مصر تحديات جسيمة على جميع المستويات السياسية، الاقتصادية، الأمنية، والاجتماعية

في ظل وضع إقليمي شديد التعقيد، حيث تتشابك المصالح الدولية مع حسابات القوى الإقليمية، مما يفرض على الدولة المصرية مسؤوليات جسام تتجاوز حدودها الوطنية إلى عمق الأمن القومي العربي.

ورغم كل هذه الضغوط، تظل مصر في طليعة الدول التي تتحمل مسؤولياتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، إذ كان موقفها واضحًا وثابتًا منذ اليوم الأول للأزمة: رفض التهجير القسري للفلسطينيين، السعي الجاد لوقف العدوان، والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وفق القرارات الدولية. هذه ليست مجرد تصريحات دبلوماسية، بل موقف مبدئي متجذر في العقيدة السياسية المصرية التي تؤمن بأن أمن فلسطين جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

دور مصري يتجاوز الوساطة

ما تقوم به مصر اليوم ليس مجرد وساطة سياسية، بل دور استراتيجي محوري للحفاظ على توازن المنطقة ومنع تفكيكها لصالح أجندات دولية وإقليمية تسعى لإعادة رسم الخرائط السياسية بما يخدم مصالحها على حساب الشعوب. الضغوط هائلة، سواء من قوى دولية تريد فرض حلول تخدم استراتيجياتها بعيدة المدى، أو من أطراف إقليمية تسعى لتحقيق مكاسب مرحلية على حساب استقرار المنطقة.

ورغم كل هذا، تتحرك القيادة المصرية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بحكمة وحنكة، مدركة أن أي قرار يُتخذ اليوم ستكون له تبعات تمتد لعقود قادمة، وأن مصر لا تملك رفاهية الخطأ في ملفات بهذه الحساسية. المواقف المتزنة والمبنية على رؤية استراتيجية طويلة المدى ليست خيارًا، بل ضرورة لحماية الأمن القومي المصري والعربي في آنٍ واحد.

التشكيك في الموقف المصري يخدم الأجندات المعادية

لا شك أن هناك محاولات للتشكيك في الموقف المصري، سواء من جهات مغرضة تسعى لزعزعة الثقة في الدور المصري، أو من بعض الأصوات التي قد تفتقر للرؤية الكاملة لحجم التحديات والمعادلات المعقدة التي تتحرك فيها الدولة المصرية. لكن الحقيقة الثابتة هي أن مصر كانت وستظل السند الحقيقي للقضية الفلسطينية، وأن أي محاولة للنيل من هذا الدور إنما تصب في مصلحة القوى الساعية لضرب الاستقرار العربي.

يا جبل ما يهزك ريح

الوضع صعب، والضغوط غير مسبوقة، لكن مصر قيادةً وشعبًا أثبتت عبر التاريخ أنها قادرة على الصمود في وجه العواصف. وكما يقول الفلسطينيون في مقولتهم الشهيرة: “يا جبل ما يهزك ريح”، تظل الدولة المصرية جبلًا راسخًا في مواجهة التحديات، حاملة لواء القضية الفلسطينية، ومدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني، وحامية لأمنها القومي والعربي في وجه كل المؤامرات.

والله دائمًا وأبدًا هو المستعان، ونعم المولى ونعم النصير.

كاتب المقال :  الدكتور أشرف الفار الأمين العام  للاتحاد العربي للتمور – مجلس الوحده الاقتصاديه العربيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى