توبكُتّاب وآراء

دكتورة داليا البيلي تكتب لـ «30 يوم» : رفضًا لتصريحات ترامب الاستعمارية .. فلسطين ستبقى وغزة لن تهاجر

لا تزال القضية الفلسطينية محورًا رئيسيًا في وجدان الأمة العربية والإسلامية، حيث تتجدد المواقف العدائية من بعض القوى الغربية تجاه حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه وهويته. وفي هذا السياق، جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتعيد إلى الأذهان تاريخ الماضي والدول الاستعمارية التي سعت إلى طمس الهويات الوطنية وإحلال مشاريع استعمارية تهدف إلى تهجير الشعوب من أراضيها، في انتهاك صارخ لكافة القوانين والمواثيق الدولية.

التهجير جريمة لا تسقط بالتقادم

إن أي محاولة لفرض تهجير قسري على سكان قطاع غزة أو أي جزء من الأراضي الفلسطينية تعد جريمة حرب وفق القانون الدولي، وتحديدًا وفق اتفاقيات جنيف، التي تحظر ترحيل السكان المدنيين قسرًا. إن هذا النهج الذي يدعو إليه ترامب وحلفاؤه يعيد للأذهان النكبة الفلسطينية عام 1948 والنكسة عام 1967، حينما تم تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين قسرًا من أراضيهم، فيما بقيت القضية مفتوحة حتى يومنا هذا كشاهد على صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على حقه في أرضه.

غزة .. رمز الصمود وليست ورقة للمساومة

تصريحات ترامب لا تعكس فقط ازدواجية المعايير في السياسة الأمريكية، بل تؤكد أن القوى الاستعمارية لا تزال تتعامل مع القضية الفلسطينية وكأنها ورقة مساومة، دون اعتبار للحقوق التاريخية والديموغرافية للفلسطينيين. إن غزة ليست مجرد “رقعة جغرافية” يمكن ترحيل سكانها أو إعادة توزيعهم وفق المصالح الصهيونية، بل هي أرض فلسطينية تاريخية، وموطن لأكثر من مليوني فلسطيني رفضوا كل محاولات التهجير والاستسلام رغم الحصار الظالم والعدوان المستمر.

مصر وخطها الأحمر .. رفض التهجير بكل أشكاله

لقد كان الموقف المصري واضحًا وقاطعًا في رفض أي مخطط لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء أو أي مكان آخر. فقد أكد فخامةً الرئيس عبد الفتاح السيسي حفظه الله ورعاه أن مصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين إلى أراضيها، وأن القضية الفلسطينية يجب أن تُحل من جذورها عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. إن هذا الموقف يعكس رؤية مصر الثابتة تجاه أمنها القومي، ورفضها القاطع لتصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير أهلها.

ضرورة موقف عربي ودولي حاسم

إن التصريحات الاستعمارية التي أطلقها ترامب لا يجب أن تمر مرور الكرام، بل يجب أن تقابل بموقف عربي ودولي حازم يرفض محاولات التلاعب بمصير الشعب الفلسطيني. من الضروري أن تتحرك الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والمؤسسات الحقوقية الدولية للضغط على القوى الغربية لمنع أي سيناريو تهجير قسري جديد.

ختامًا .. فلسطين ستبقى، وغزة لن تهاجر

إن غزة، التي قاومت الحصار والعدوان لعقود، لن ترضخ لمحاولات تفريغها من سكانها.
الفلسطينيون لم ولن ينسوا أرضهم، ولن يقبلوا بديلاً عنها.
والقلوب العربية الحرة قلبها معلق في المسجد الأقصى اولى القبلتين ولن نقبل بضياع القضية الفلسطينية
وواجبنا القومي والديني والذي سنسأل عليه امام الله الوقوف بقوة ودرء هذا الاعتداء الصارخ لكل القيم والمفاهيم للأعراف الدولية والأخلاقية والإنسانية
ومن يراهن على أن بإمكانه إعادة إنتاج النكبة أو النكسة، فهو واهم.
ورسالتنا الواضحة لترامب قولا واحدا
( فلسطين ليست للبيع، وغزة لن تهاجر ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى